سعادة رئيس التحرير -حفظه الله..

تعقيباً على ما نشرته جريدة الجزيرة يوم 4 من صفر 1432هـ تحت عنوان (الأمان الثاني) بقلم سليمان بن إبراهيم الفندي، تحدث فيه عن كتاب الأمان الثاني، تأليف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود آل سعود نائب أمير منطقة القصيم -حفظه الله- تحدث فيه عن مضمون أو محتوى هذا الكتاب ذو الوعاء الكبير (وعاء الاستغفار). وحقيقة أنه أجاد في توضيح كلمة الاستغفار اسماً وفعلاً ومصدراً مزيداً ومجرداً من الزيادة، ولكن إذا كان أعجب بهذا الكتاب، فماذا سيقول لو قرأ كتاب (سر دوام النعم) تأليف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، يحوي 188 صفحة من القطع الصغير أيضاً وذو فائدة تماثل فوائد الاستغفار، وقد اجتهد وأجاد سموه في إظهار هذا الكتاب ليستفيد منه كل من قرأه أو استمع لقارئه. هذا الكتاب يتحدث فيه سموه عن الشكر، وأنه سر دوام النعم، فلم ير سموه شاردة ولا واردة عن الشكر إلا ودونها بين دفتي هذا الكتاب، وقد بدأه بالتعريف به لغة وشرعاً وبيَّن حقيقته وفضائله، ومن ثم أوضح عوامل جلب الشكر وأنواعه وأمثلة عليها، ثم قسَّم الناس في الشكر معدداً أنواع النعم، وأخيراً ختم سموه هذا الكتاب بالشكر لله على نعمه وحسن عبادته ودوام ذكره، سائلاً المولى أن يصلح أحوال المسلمين، ومن ثم فالصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم..

حقيقة إن من يتتبع الكتب التي ألفها سموه والنسخ التي حوت عدداً من المحاضرات التي ألقاها في مناسبات مختلفة يقول إن سموه أحد عباقرة هذا الزمن أو أنه أحد تلامذة بن خلدون، فمرة يتحدث عن أمور دينية كما في كتابيه الأمان الثاني وسر دوام النعم، وتارة يتحدث عن السياسة كما في كتابيه التطور السياسي في المملكة والدبلوماسية والمراسم الإسلامية، وثالثة عن التاريخ مثل كتاب مختصر تاريخ الدولة السعودية من عام 1157 - 1431هـ، وكل تلك المؤلفات قد أبدع فيها سموه وأجاد، ولست أورد كل هذا عن سموه مادحاً له فهو غني عن ذلك، ولكن أقول ذلك شاكراً لله العلي القدير أن يوجد بين أيدينا مثل هذه الشخصية الفذة ذو ذاكرة جيدة وقلب نظيف ونفس زكية وتواضع جم، ذو قلم سيال. هذا إلى جانب الشأن الاداري المتمثل بكونه نائباً لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم، فهما يقودان سفينة المنطقة بكل مهارة وعلم إدارة ليرسيانها على شاطئ الأمن والأمان.

صالح العبد الرحمن التويجري