قالوا: العرب ظاهرة صوتية!
... وقد صدق بها من صدق!
والبعض الآخر رفض بها جملة وتفصيلاً!
... وسواء كانت المقولة واقعية أو خاطئة فإنها لن تمثل أو تساوي شيئاً يذكر من ظاهرة ممارسة كرة القدم التنافسية حيث المتعة والإثارة الفنية وإحراز الأهداف غالية الأثمان... من خلال عملية الإحلال بالصوت والصورة لأن فاقد الشيء لا يعطيك! ولن يجد (قوة) في متناول اليد سوى رفع الصوت عالياً بشكل صاخب ومثير للفوضى... وهكذا تحولت الأنظار والمتابعة بالابتعاد عن فن اللعب داخل المستطيل الأخضر إلى خارجه وما بعد نهاية المباراة... فالفريق الخاسر وتحديداً.. النصر... وللأسف يريد البقاء داخل إطار الصورة وكسب المزيد من الأضواء من خلال التهافت أفراداً وجماعات على وسائل الإعلام للحديث عن معاناته و(مظلوميته) المختلفة واللعب على وتر العاطفة بتلك الأساليب القديمة التي عفا عليها الزمن.
... حقاً النصر (فريق زمان) مصنع النجوم... ومنذ رحيل ماجد.. عبدربه.. يوسف خميس... وتلك المجموعة الذهبية الأسطورية... أصبح النصر من أكثر الفرق (وداعه) من الناحية الفنية.. لكنه.. بكل أمانة من (أشرسها) و(أفتكها) خطورة في نسج القصص... واختلاف الروايات التي تصب في مرمى طمس الحقيقة والادعاء (ليلاً ونهاراً) بأنه كفريق يتعرض دائماً للظلم التحكيمي... فضلاً عن ما يطال لاعبيه من اتهامات متعددة! والنصر عادة ولا غيره من فرقنا.. هو (البريء) جداً كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام!
... لقد ذهبت أمانينا أدراج الرياح بأن نشاهد ملحمة كروية كبرى في قمة الرياض بين النصر والهلال... ولم تعد قمة من الطرفين... ولكن من طرف واحد! والسبب واضح جداً لمن يمتلك البصر والبصيرة ويتحدث بلغة الواقع والمنطق.
.... حتما سيقول بأن النصر لم يعد قادراً على المنازلة والوصول لعالم البطولات... لأن أسلحته قديمة وغير متطورة بوجود الخبير المخضرم الولد الشقي حسين بن عبدالغني... وهو بالمناسبة شقياً.. لا من الناحية الفنية.. وقد اختار البديل للتعويض وسد عجز الانخفاض الذريع في مستواه بصناعة وافتعال المشكلات و(القيل والقال) وتوجيه الاتهامات يمين وشمالاً... وتصوير حالته بأنه (طيب وحبوب) و(تحبه كل القلوب) وعبدالغني حقيقة هو إنسان بريء جداً و(مسالم) والمشكلات هي التي تلاحقه وتطارده في كل مكان وزمان! (يا ساتر).
... مع كل إشراقة أمل نصراوية بقدوم رياح التغيير مواكبة للجهد المبذول من قبل الرئيس الأمير فيصل بن تركي الذي زرع ميادين التفاؤل وسط جمهور العالمي الكبير والانتقال إلى تأدية دور البطل! يبرز حسين والحارثي وعباس نحو الاتجاه المعاكس.. وهذا الثالوث يشكل عائقاً في رسم مستقبل الفريق وخاصة في المباريات المفصلية كما حدث في مواجهة الهلال!
... وإن لم يسارع النصر في الاعتراف بمشكلته الحقيقية... ويتداركها بالعلاج الفوري... فإن الفريق لن تقوم له قائمة... فالأخطاء تولد الأخطاء وتتراكم و(تكبر) ككرة الثلج!
... نحن مع جمهور النصر في آماله وتطلعاته... وسنفرح بعودته إلى ساحة البطولات التي يمكن تحقيقها بالابتعاد عن شعار (النصر ظاهرة صوتية)...
... وكم أتمنى من قلب صادق بأن تكون مباراته بالأمس في مشواره الآسيوي أمام الاستقلال الإيراني هي بداية تصحيح المسار...
... ولعل وعسى أن يكون النصر للنصر داخل الملعب وليس خارجه!
...و... سامحونا!
الوحدة.. (ما يغلبها أكبر غلاب)
استحق فريق الوحدة التأهل لنهائي كأس سمو ولي العهد الأمين بمواجهة فريق الهلال وإعادة ذكرى الأربعين عاماً... الفريق المكي الأحمر المبتعد منذ أربعة عقود عن شرف اللعب في نهائيات البطولات قدم في المواسم الأخيرة أسماء لامعة ونجوم واعدة صغيرة السن بعد أن أحال الكبار للتقاعد لا كما تفعل بعض الفرق!!
.. والوحدة التي تفرغت لتقديم المستوى الفني داخل الملعب بفضل ترسانة النجوم... وابتعدت عن ممارسة الصراخ والضجيج عبر الفضاء... كان النتاج إيجابياً... تحية ثناء وتقدير للروح الوحداوية الجادة في إبراز هويتها والإعلان عن قدومها بكل جدارة واستحقاق.
... نبارك للوحدة خروجها من النفق المظلم.. ونقدم لها تهنئة حارة من الأعماق على منجزها بالتأهل.. مبروك وحظاً وافراً.
... و... سامحونا!