يوم الجمعة 6-4-1432هـ الموافق 11-3-2011م رجع السفيه وأعوانه ومن يشاطرونهم عمى البصيرة بخفي حنين، ومنذ ليلة الجمعة زحف الشعب السعودي الشجاع بمواقفه وولائه زحفاً كبيراً ولكن باتجاه آخر خلاف الاتجاه الذي حدده أعداء الوطن وعشاق الفوضى الخلاقة وغير الخلاقة. زحف الشعب باتجاه حبه لوطنه وولائه لقيادته.. الحب والولاء اللذان رضعنهما من حليب أمهاتنا وتسرباً في عروقنا فلا تقوى أي قوة مهما بلغت على انتزاعهما من دواخلنا.
كل شيء في ليلة الجمعة الحادي عشر من مارس كان يتوشح بالمواطنة الصادقة ورفض المساومة على حب الوطن ورفض كل الدعوات الغبية لتحويل ساحاته الجميلة وميادينه الرحبة إلى حالات من الفوضى والانفلات لمجرد إرضاء مهووسين من شلة «يحلمون» يتمنون المستحيل حتى إنك لا تستبعد أنهم مصابون بالذهان أو أنهم يفكرون وهم تحت تأثير ما يغيب العقول أو أنهم يعيشون في عالم آخر غير العالم الذي نعيش فيه وداخل شقق وغرف مغلقة. خمسون ألف مواطن احتشدوا في مباراة القمة الكروية الهلالية النصراوية وأكدوا ولائهم الكامل لوطنهم وحبهم اللامحدود لقيادتهم معظمهم من صغار السن والشباب والذين لا يرون في الوجود وطنا أجمل من وطنهم ولا قيادة أكرم من قيادتهم، وتبادل المواطنون طوال الليل وتواصلا مع صبيحة يوم الجمعة الرسائل الوطنية التي تحث الناس على التلاحم وتتضرع إلى الله بأن يحمي بلادنا المباركة من كيد الأشرار وتنبه إلى عدم الانسياق وراء الشعارات الفارغة والجوفاء.
شعب كريم وفي متخلق بأخلاق الإسلام وشعب واعي لا تنطلي عليه الافتراءات متلاحم مع قيادته كما وصفه الأمير نايف بن عبد العزيز حين رد له الجميل بالإشادة بمواقفه عندما قال إن هذا الشعب قد رفع رؤوسنا أمام العالم, وهي شهادة غالية ووسام يعلقه كل مواطن مخلص على صدره.
الشعب السعودي يتطلع دائما للمستقبل المشرق ولأنه كذلك فهو يريد الحياة لكنها ليست تلك الحياة التي يعده بها ثيران الزفة والحالمون بالزحف الكبير وثورة حنين -تكرم حنين- فقد ارتد هذا الشعب بزحف وأد أحلامهم وأجهض طموحاتهم وسقاهم كؤوس العلقم وأثبت أن السفيه لا يفقه في السياسة ولا يفهم في سيكولوجية الشعوب ولا يعرف طبيعة تربية أبناء هذا الشعب النبيل وتكوينه المرتبط روحياً برموز وطنه وعلاماته الفارقة.
الشعب السعودي يريد الحياة الأفضل في بيئته المثالية التي يعيش داخلها مواصلا المسيرة مع قيادته يداً بيد لكنه لا يريد أي حياة أخرى في بيئات تموج بالفوضى والانفلات لأنه يعيش في دولة تمتلك كل المقومات من قيادة واعية محبة لشعبها ونعم لا تعد ولا تحصى أعظمها نعمة الأمن والاستقرار التي تتمناها كل شعوب الأرض. نعترف بأن هناك سلبيات ونواحي قصور لكن معالجتها تحتاج إلى حكمة ووقت وجهد لا مسيرات ومظاهرات وفوضى.
أتاح لنا يوم الحادي عشر من مارس التفرج على مسرحية هزيلة مثيرة للضحك أبطالها الفقيه والمسعري وبقية شلة الأرجوزات تعرض لنا نصاً كوميدياً ماسخاً انقلب فيه السحر في النهاية على الساحر والأرجوز الفقيه كبير الخراطين وصاحبه المسعور. يوم الجمعة تحول بالفعل من يوم الغضب السعودي إلى يوم الضحك السعودي على رداءة نص المسرحية وسوء عرضها وتفاهة فكر معديها.