لا شك أن الفن التشكيلي السعودي أخذ حيزا كبيرا في المنظومة الإعلامية الثقافية وأصبحت الثقافة والفنون مواكبةً لذلك التطور الذي تعيشه مختلف المرافق الأخرى وأصبح بناء العقل والفكر وبث الوعي الثقافي سمة من السمات التي يتحلى نهجنا القويم في رؤيا ثابتة ومتوثبة نحو تقديم هذه العطاءات من الإبداعات بأنامل سعودية فاعلة وانتشاره من خلال الأسابيع الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للإعلام الخارجي، هي رسائل ناضجة للعالم الخارجي تُشكل مفهوماً جديداً يُدعى بالدبلوماسية الثقافية يقودها نُخب ثقافية وفنية رسمية وشعبية تعزز الحوار المشترك مع الدول المختلفة من خلال تبادل الأفكار الجديدة وترسيخ القيم الإنسانية، وتجسد المشهد المعرفي في مجتمعنا للآخرين وما وصلت له الثقافة في بلدنا المعطاء من تطور في ظل ما تلقاه من الدعم والرعاية من خادم الحرمين الشريفين والحكومة الرشيدة، حتى باتت إحدى العلامات البارزة في التاريخ الوطني بعد أن شهدت عبر تاريخها حراكا أدى بها إلى مكانتها المهمة في النسيج الحضاري للمملكة العربية السعودية ..
ولكن الفن التشكيلي المشارك في هذه الفعاليات، لا يرتقي أبداً إلى مستوى التطلعات والطموحات ولا يمثل حقيقة التشكيل المحلي ولا يتصل بشيء من واقعنا وحياتنا وهمومنا ولا يستمد من بيئته وتاريخه أو من الشعور الشخصي والاجتماعي للفنان تفقد كل الإنجازات الرائعة عن التشكيل السعودي، بسبب خلل في الآلية يتحمل وزرها المنسقون المكلفين في اختيار الأعمال :
(1) سوء التنظيم وغياب التنسيق والإعداد المسبق وعدم الإعلان عنها للجميع (2) مجاملة الأسماء المؤثرة وممن لهم الحظوة بحجة التشجيع دون النظر في أصالة ألأعمال ومضامينها وقيمتها الفكرية الفلسفية (3) بعض الأعمال المشاركة من متروكات المعارض والأخرى من المحظوظين بمخاطبات تحت الطاولة (3) تكرار الأسماء وتهميش ممن خارج اللعبة.
وهذه المشكلة المزمنة لحظ التشكيل العاثر، تحتاج إلى وقفة تأمل متأنية وموضوعية ومنهجية لتخطيها، تتلمس مستوى الفن المحلي وواقع وتيارات العولمة بأفقها الواسع ومتطلباتها الفكرية المتطورة ليظهر تمثيل التشكيل السعودي خارج المملكة إلى المستوى المؤثر الراقي النقي، والذي يعكس الجانب الحضاري بمعياره العالمي الذي يمثل واقع الوطن المزدهر في جميع المجالات، وفتح آفاق للاطلاع على ثقافات وفنون المجتمعات الأخرى عبر النوافذ التشكيلية وعن طريق حواس الشعوب وتعضيد أواصر التقارب الإنساني والثقافي وتجسيد حقيقة الحوار الإنساني المتحضر، خاصة وأن وزارة الثقافة والإعلام والمسئولة عن هذه الفعاليات تضع أقصى الإمكانيات والدعم من أجل الوصول إلى تلك الأهداف التي تمثل واقع التشكيل السعودي..
ومن هذا المنطلق والرؤية المستقبلية نتمنى أن تكون لهذه الفعاليات آلية علمية مدروسة ومعايير معروفة لدى الجميع بهدف إعطاء الفرصة لكل عمل فني جاد مميز غير مقتبس أو منفذ بأيدي ماهرة، وأن تتولى المهمة لجنة قادرة على الفرز والاختيار بنزاهة وحيادية وحزم، هدفنا جميعا مصلحة الوطن، لأن بهاء الفن التشكيلي امتداد لنهضة وتطور المملكة وهو مطلبنا وغاية أملنا وطموحاتنا.
بالنيون: لقد تم إسقاط اسمي من المشاركة في الأسابيع الثقافية في تركمانستان والكويت بالرغم من وجود دعوة رسمية شخصية من مدير عام النشاطات الثقافية بوكالة الوزارة برقم 340-ث-32 في 2-1-1432هـ واختيار خمسة من أعمالي.