تتابع الغيثُ فاخضرّت روابينا
وأشرقت شمس عزٍّ في مغانينا
ما عُدتَ يا خادم الحرمين من سفر
بل عدت منا إلينا باقياً فينا
كنا هناك قلوبٌ حولك ابتهلت
لله والدمعُ قد أجرى سواقينا
كنا هناك فما فارقتنا أبداً
لأنك القلبُ نبضٌ منك يحيينا
واليومَ عُدتَ وقد عادت ضمائرُنا
إلى الصدور فباشرها الطُمأنينا
لقد بكينا بكاءً ليتَه أبداً
يبقى وتبقى به غرقى مآقينا
فإنه الفرْحُ يا مولاي قد غرقت
به المآقي فدمعُ الشوق يُبكينا
يا والد الشعبِ إن الشعبَ مبتهج
والذل والحزن قد أردى معادينا
يا والد الشعب ما أثقلْك أثقلنا
وقد شُفيت ومن شافاك مُشفينا
يا والد الشعب قد هبت قبائلنا
مع العشائر تهديك الرياحينا
جئنا كهولاً وشباناً على عجل
شوقاً إليك وبحر العدل حادينا
جاءوا نساءً وأطفالاً على عجل
قالوا لحبك قد جئنا ملبينا
قلوبنا في أكف الحب نحملها
ترمى إليك وبالأثمار ترمينا
ولاؤنا لم يزل سيفًا نسلطه
على الأعادي ومنك الأمر يمضينا
لا تأبهنَّ بنعق المرجفين فما
نعق الضفادع دون الحق يثنينا
منك المكارم تترى لا انقطاع لها
والأمن والعدل يا مولاي يرضينا
فطب ونم آمناً بالله معتمداً
فنحن درعك لن تغفو مآقينا
يا أعدل الناس من عرب ومن عجم
لو لم يكن منك إلا العدل يكفينا