دق جرس الجوال وعلت رناته منبئة بمكالمة أحسست من دقاتها بإصرار صاحبها على محادثتي رغم دخول وقت صلاة الظهر أمسكت به وطالعت الاسم على شاشته فوجدته بدر الوعلان أبو عبدالعزيز، سألت نفسي لم يتصل مبكراً هذا اليوم فقد تعودنا أن نتحادث ليلاً عقب العشاء أو بعده بقليل حدثتني نفسي ربما حدث أمر جلل ضغطت على الأزرار مسرعاً فبادرني مسلماً ومعتذراً عن الاتصال في هذا الوقت المبكر ولكنه أراد أن يحادثني قبل دخولي للمسجد، استرسل أبو عبدالعزيز في الحديث وشرق وغرب داعياً لي ولوالدي كما هي عادته، حدثني عن آخر خمسة أيام مضت منذ بداية الأسبوع وحتى يوم حديثنا الخميس 5-4-1432هـ، وكيف سارت به الأمور وماذا فعل ومن قابل وأين كان لم يعطني فرصة للرد خلال ثماني دقائق استمرت خلالها المكالمة فقط قال لي في نهايتها أردت أن أسمع صوتك وأسلم عليك فأنت أخ وحبيب أغلق المكالمة على وعد بلقاء قريب ساءلت نفسي ماذاكان يريد أبو عبدالعزيز فعادة تكون أحاديثنا حول نقطة معينة أو موضوع ما نتحاور فيه ونستكمل حديثنا في المحادثات أو اللقاءات التالية لو كان للحديث بقية، كان صوته مخنوقاً كأنه كان يريد إيصال رسالة معينة ومع أذان المغرب دق جرس الهاتف ليعلن خبر رحيل بدر الوعلان، مات أبو عبدالعزيز بعد أن ودعني مات وترك في قلبي جرحا كبيرا، كان بدر أخا كبيراً وصديقاً مخلصاً لا يبخل بمشورة ولا نصيحة ولا علم، ترجل الفارس عن جواده تاركاً لنا الحسرة والندم على فراقه مترفاً في جنات النعيم بإذن الله كان معطاءً سخياً جوداً كريماً أحبه الجميع وفقدوه فجأة عاش في هدوء ورحل في هدوء رحمك الله أبا عبدالعزيز وجعل مثواك الجنة.
شريف الأتربي
sherifelatrbi1967@yahoo.com