كنت أقلب جريدة الجزيرة كعادتي كل صباح وخلال ذلك فوجئت بخبر هزكياني كما هز كيان كل منصف عرف الأستاذ الجليل الشيخ إبراهيم الحجي الذي عرفته بلاده ومسقط رأسه المجمعة موظفاً صغيراً بإحدى مدارسها ولكن طموحه تجاوز طموح أبناء جنسه فكان لا يضيع دقيقة واحدة في طلب العلم، وعندما فتحت دار التوحيد كان من أوائل الملتحقين بها ثم أصبح من أوائل من تخرجوا من كلية الشريعة وأسند لهم مناصب مهمة فكان مديراً لتعليم نجد، وله بصمات جيدة، ولعله أول من فكر في إحداث مدارس نموذجية تكون مثالاً للمدارس الناجحة، ثم انتقل إلى جهاز الوزارة، وفي أهم قسم فيها وهو إدارة الامتحانات التي يعرف الجميع أهمية عملها وسريته، فكان نعم المدير الموجه الحازم حيث كان يتابع كل صغيرة وكبيرة، ويشرف إشرافاً مباشراً على كل عمل، ثم اختاره الشيخ حسن آل الشيخ- رحمه الله- وزير المعارف آنذاك مديراً عاماً للوزارة فكان نعم الأب للجميع ومتابعاً لأعمالهم وشعاره الدائم المراجع على حق، كان إذا اشتكى عليه مراجع قسوة موظف أو عدم استجابته استدعاه على مكتبه وعمل مواجهة بينهما، وكان يشارك الموظفين آلامهم وآمالهم، ويسأل عنهم ويوجههم ويقسوعليهم قسوة الأب بما لا يضرهم، ثم وصل إلى درجة وكيل وزارة، وأثناء فترة عمله في جميع مراحلها لم ينسب له ظلم لأحد أو انحياز لشخص دون آخر رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وعزاؤنا لخالد وإخوته وأخواته ووالدتهم (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
حمد بن عبدالله الصغير