الرياض - خاص بـ(الجزيرة):
طالب الدكتور فهد بن سعد المقرن الأستاذ بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بالرياض طلبة العلم، والدعاة بعدم إلزام الناس بما لا يلزمهم، والتعسير عليهم بما فيه يسر من الشريعة، مؤكداً أن العافية من الفتوى فضل من الله.
وقال فضيلته - في حديث ل»الجزيرة»: إن بعض طلبة العلم يجنح في بعض الأحايين إلى إلزام الناس بما لا يلزمهم، والتعسير عليهم بما فيه يسر من الشريعة، فمن المعلوم أن مذاهب الأئمة الأربعة اختلفت مذاهبهم وآراؤهم في كثير من المسائل بحسب ما بلغهم من النصوص الشرعية، وأقطار بلاد المسلمين أخذت بمذهب من المذاهب في التفقه، فليس من الحكمة ولا من الشرع أن نلزمهم باجتهادنا في مسألة معينة ولا بما اخترناه من المذاهب الفقهية ليكون مذهبهم.
وشدد الدكتور فهد المقرن على أن المحاورة والمجادلة في مسائل العلم بالتي هي أحسن وبيان الدليل الشرعي في المسألة المعينة دون إلزام لهم، وتعريفهم بأن مذهب الأئمة واحد من جهة تقديم النص من كلام الله وكلام رسوله على كلام غيره مهما كان، كما قال مالك رحمه الله كلنا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر.
وفي ذات السياق، استشهد فضيلته بقول الله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}، قال الإمام مالك بن أنس: لما قال له من قال في مسألة من العلم هذه مسألة سهلة، قال ليس في العلم سهل ألم تسمع قول الله:{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}، فتساهل الناس بالقول على الله والتوقيع عن رب العالمين هو من الجراءة على حدود الله، ومن التعرض للابتلاء مما عافاه الله منه، وقد يكون في بعض الأحايين من القول على الله بغير علم الذي هو قرين الشريك في قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}، فالعافية من الفتوى فضل من الله، لا كما يظن به بعض الناس أنه شرف ورفعة، فهذا انقلاب في المفاهيم وغفلة عن قوارع التنزيل وصحيح الآثار والأخبار.