أصبحت من الظواهر الاجتماعية التي انتشرت في بلادنا الغالية.. وذلك بأسباب التطور الاقتصادي والاجتماعي، وما زالت في ازدياد مستمر نتج عنها الآثار السيئة على الوطن والمواطن في الكثير من ميادين الحياة المختلفة: الأمني منها والاقتصادي والأخلاقي والصحي والاجتماعي وغيرها، لا سيما أن تجمعات العمالة الهائلة لها مخاطر كثيرة، وعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، فلها علاقة في انتشار الجريمة، وانتشار البطالة والسلوكيات غير الأخلاقية، والانحراف وارتكاب جرائم الاعتداء والسرقة والتزوير، وترويج المخدرات، وهذا يؤدي إلى اضطراب الأمن، ولها آثارها الصحية على الوطن والمواطنين والبيئة، فالكثير منهم يعيش في بيئة غير نظيفة وغير صحية، ولا يهتم بالنظافة الشخصية، أو نظافة البيئة، فتنتشر بينهم الأمراض. ولهذه العمالة الوافدة عاداتها ولغاتها المختلفة، وأفكارها وحضاراتها المتباينة، وأهدافها وثقافاتها المتنوعة، والتي لا تتوافق مع قيمنا وتقاليدنا السامية، فجلبت معها السلبيات على الوطن والمجتمع، وأثرت على لغة الأجيال صغاراً وكباراً، فالكثير من تلك العمالة من جنسيات مختلفة، وبلاد مختلفة يتحدثون فيما بينهم لغة عربية ضعيفة في المعاني والمباني، وتعتبر هذه العمالة عبئا على الاقتصاد المحلي لعدم مهارتها في الكثير من التخصصات، وعدم إتقانها لهذه الحرف، وتستنزف الأموال الطائلة إلى بلادها عن طريق التحويلات المالية، وتؤدي إلى تقليص فرص توظيف الكوادر الوطنية، فينتج عن ذلك شيوع البطالة التي تكون سببا رئيسا لانتشار الأمراض الاجتماعية. بالإضافة إلى ضغط هذه العمالة على الخدمات العامة، والذي يؤثر على مستواها، ويقلل من جودتها مثل: خدمات الكهرباء والهاتف، والصحة والطرق والمواصلات. لذلك تعتبر ظاهرة العمالة الوافدة قضية اجتماعية خطيرة، أقلقت المواطن والوطن في كثير من نواحي الحياة، وهي ظاهرة تستوجب الدراسة الجادة، والتعامل معها تعاملا جيدا للحد من هذه العمالة الوافدة، وذلك بالتقليل منها قدر المستطاع، واستقدامها بقدر الحاجة والطلب، وتكثيف الجهود الأمنية المباركة بمتابعة المخالفين والمتخلفين، واتخاذ الإجراءات الرادعة فيهم، وكذلك الحرص على مراقبة العمالة السائبة التي تصول وتجول في الليالي، والتي قد يصدر منها سلوكيات تضر الوطن والمواطن. وينبغي على القطاع الخاص من أصحاب الشركات والمؤسسات توظيف الكوادر السعودية، وتذليل العقبات أمامهم، والتنازل عن بعض الشروط، وأن يحرصوا على مستقبل الوطن وشبابه، ويساهموا في بناء الوطن، ومساعدة أبنائه، وتوظيف هذا الشباب بدل العمالة الوافدة، ويسدوا أبواب البطالة، ويقدموا لهم فرص العمل، لا سيما أن الشباب يعود خيره لنفسه ووطنه.
- أوثال