قرأت ما كتب في الجزيرة عن فوضى التظاهر، وتعقيباً على ذلك أقول إن من خالطه في عقله وفكره شيء من حب الفتنة أو التحريض عليها أو تأييدها فقد تجرد من الهوية الوطنية وانسلخ من القيم الدينية وانحدر في منحدر الغوغائية التي تؤدي به إلى الدمار والهلاك.
والفتنة تعوذ منها رسول هذه الأمة وحثنا على أن نتعوذ منها، فقال عليه الصلاة والسلام (أنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان) رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) رواه مسلم.
ومن سياق هذه الأحاديث يتضح لنا ما تؤول به هذه الفتن من آثار سلبية على الفرد والمجتمع.. والفتنة هي الخروج عن الهيكل الإنساني الذي فطره الله على حب السلم والسلام وانخراطه في قانون الغابة التي لا تحكم بنظام أو قانون فترى فيها الصراعات والتعديات وافتراس القوي للضعيف.. وفي القتنة تظهر التعديات والانحرافات وانتهاك الأعراض والسلب والقتل والتعدي على الممتلكات الخاصة والعامة وتمحور العداء والغدر وأسلوب الخيانة.
إن ما نراه في العالم العربي اليوم شيء يحز في النفس ويجعل الإنسان حائراً أمام هذه المستجدات التي بات وكأنها طوفان أصاب العالم.. أصبحت هذه الدول في صراعات وقتل وتشريد وانتهاك للحرمات وانفلات المنظومة الأمنية.
إن الخروج عن جادة الطريق يؤدي إلى انهيار في الاقتصاد وانعدام للبنية المستقبلية ناهيك عن الانفلات الأمني والشروع لنظام الغابة والعصور الجاهلية.
إن الفتن باختلاف مسمياتها لهي جنوح عن ما أوصانا به الدين باجتماع الكلمة ووحدة الصف وما يترتب عليه من منافع ومصالح كبرى، وديننا الحنيف أوصانا بأن نكون أمة مستقرة يكتنفها الوئام والحب والتعايش الآمن في منظومة حب الوطن وقادته الذين لم يتوانوا لحظة واحدة في إساعد كل مواطن وتهيئة سبل العيش الرغيد والسهر على أمن هذا الوطن، فقد أنعم الله على هذه البلاد حكاماً وجماعات وأفراد بخدمة الحرمين الشريفين.
إن الالتفاف الوطني بين حكامنا -حفظهم الله- وأفراد هذا الوطن لمحسودون من الكثير..
لذا يجب أن نكون قدوة لكل الأمم بحب هذا الوطن ومليكه وولي عهده والنائب الثاني وكل المنظومة الحاكمة في بلد الرخاء والحب والوفاء.
كما أن هيئة كبار العلماء الموقرة في البيان الذي أصدرته قبل أيام أن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الدين.
من هذا وذاك يجب أن يدرك كل مواطن في هذا البلد الآمن أنه محسود على ما هو عليه من أمن ورغد عيش، فلا ينظر إلى الأبواق الفارغة أو الآراء المفسدة، وألا يصغي لبعض القنوات الهادمة للمبادئ والقيم والأخلاق، ويجب عليه أن يلتزم بهويته الوطنية وحبه وولائه لهذا الوطن وقادته.
حفظ الله بلادنا وحكامنا وعلماءنا وشعبنا من كل فتنة أو مفسدة.
د. علي سعيد آل صبر - أبها