ما إنْ أدى المؤمنون صلاة الجمعة حتى حرصوا على التوجه إلى منازلهم ليتحلّقوا حول «التلفزيون»، وحرصوا على أن يثبتوا «هذه المرة» أجهزة استقبالهم على المحطة الأولى للتلفزيون السعودي الذي لا بد أنه سجّل أعلى نسبة مشاهدة بعد ظهر أمس الجمعة.
ما إنْ حلّت الساعة الثانية حتى أطل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي انتظره المواطنون وكثير من المشاهدين العرب وغير العرب خارج المملكة لمعرفة ما سيقوله.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يهيم به شعبه حباً يبادل هذا الشعب حباً أكثر؛ فالشعب السعودي - كما يؤكد دائماً - في قلبه، من حب هذا الشعب وولائه يستمد العون والعزم والقوة بعد الله.
هذا هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تسمرت العيون عند الثانية من بعد ظهر أمس وهي تتابع ما يبثه التلفزيون السعودي.. بعفويته وصدقه الذي تجسده كلمات موجزة عامرة بالحب.. تحدث الملك عن فخره بهذا الشعب ومكوناته وفئاته.. علمائه ومفكريه ومثقفيه وكُتّابه وصحفييه ورجال الأمن والعسكريين.. وكل أبناء الشعب السعودي.
شعب لا يعرف غير وحدة الوطن والإخلاص لتراب هذا الوطن والولاء لقيادة الوطن.. القيادة التي تسبق دائماً ما يفكر به المواطنون لتلبية حاجاتهم.
كنت أتابع قراءة الأوامر الملكية، وكان زميل صحفي عربي زائر للمملكة في مهمة تدريبية يجلس بمكتبي تلبية لزيارة محددة مسبقاً. سرح ذلك الزميل بعد الانتهاء من قراءة الأوامر الملكية، وقال: «من حق الذين يحلمون بأن يكونوا سعوديين أن يتمنوا الانتماء لهذا الوطن؛ فقيادته دائماً تسبق الشارع في تحقيق متطلباته، والقيادة التي تسابق شعبها في تحقيق متطلباته وليس مطالبه قيادة تستحق أن تُعطى مزيدٌ من الولاء والوفاء.. وطن تقوده مثل هذه القيادة يشرف الإنسان بالانتماء إليه».