لن ننساك من الدعاء يا خادم الحرمين الشريفين، فأنت روحنا وقلبنا الذي ينبض؛ وهل ينسى الإنسان نفسه من الدعاء!؛ لك دعوات الآباء والأمهات، وقلوب الشباب والشابات، وأرواحهم المعلقة بك؛ وكما قلت في مداخلة تلفزيونية «الخير يُنتظر من أهل الخير دائما» وأنت أهلٌ للخير، ولا يأتي منك إلا الخير كله؛ وبذلك كسبت الرهان في تفاؤلي. بشر الشعبَ، بخيرك، سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، فجاء الخير غدقا مُفرحا الجميع.
نحن فخورون بك، قبل أن تكون فخورا بنا، وسيشهد التاريخ أنك الملك العادل المحسن إلى شعبه، والبار بهم، ومن تساقطت دمعاته على وجنتيه من شفقته ورحمته بأبنائهم اليتامى، لم يمنعها (عظمة) السلطان، ولا موقف الحُكم. أنت يا خادم الحرمين الشريفين صمام الأمان لهذا الوطن، فجاء شعبك كما كنت وتمنيت.
سلسلة من القرارات الإصلاحية والاجتماعية والاقتصادية التي أمرت بها، فأدخلت بسببها البهجة والسرور في نفوس المواطنين. صرف راتب شهرين لموظفي الدولة، ومكافأة شهرين للطلاب والطالبات، واعتماد صرف 2000 ريال للباحثين عن العمل، واعتماد الحد الأدنى لأجور السعوديين بثلاثة آلاف ريال، وإحداث ستين ألف وظيفة عسكرية، ومعالجة البطالة تأتي لتحل مشكلة حقيقية يواجهها الموظف السعودي، والعاطلين ممن يحتاجون إلى الدعم المالي، حتى توفر الوظيفة المناسبة لهم. مشكلتي البطالة، وتدني مستوى الأجور أثقلتا من كاهل المواطن السعودي الذي يحلم بوظيفة مستقرة، ودخل يساعده على مواجهة أعباء الحياة.
أما قطاع الإسكان، فقد كان يعاني من ضعف تمويل الصندوق العقاري وعدم قدرته على سد احتياجات المواطنين من جهة، وطول أمد الانتظار من جهة أخرى، أما وقد صدرت الأوامر الكريمة ببناء 500 ألف وحدة سكنية وتخصيص 250 مليار ريال لها، إضافة إلى رفع حجم القرض العقاري إلى 500 ألف ريال فالأمر إلى انفراج كبير بإذن الله. 500 ألف وحدة سكنية تعني القضاء على جزء لا يستهان به من معضلة الإسكان في المملكة. إضافة إلى ذلك فقرارات دعم القطاع العسكري بالإسكان الخاص سيساعد أيضا في زيادة عدد الوحدات المنشأة، وسيساعد في حلحلة وضع الإسكان المتأزم.
في الجانب الصحي أعتقد أن تخصيص 16 مليار ريال لتنفيذ مشروعات صحية وتطوير القائم منه ستسهم في تطوير الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وستزيد من عدد الأسرة المتاحة للمرضى، وهذا سيساعد في حل جزء كبير من المشكلة التي تعاني منها المستشفيات المتخصصة على وجه الدقة.
إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وإعطائها الحق في محاسبة (أيا من كان) ستساعد كثيرا في عمليات الإصلاح التي لا تقوم إلا على النزاهة؛ محاربة الفساد، والمحافظة على المال العام هو ما نحتاجه بالفعل في مثل هذه المرحلة التطويرية.
لا يمكن أن تقوم الدولة بدورها الفاعل في التنمية دون أن تعتمد على جهاز متكامل لمكافحة الفساد؛ ضمان النزاهة يعني تحقيق الكفاءة في الأداء، والمنفعة الكلية من كل ريال تدفعه الدولة في مشروعاتها التنموية.
عودا على بدء، لن ننساك يا خادم الحرمين الشريفين من الدعاء، ومن ينسى ملكا مُصلحا جعل الشعب محورا لجميع قراراته، وهدفا لمشروعاته التنموية؛ اللهم أنعم عليه بالرضى والمغفرة؛ والرحمة والبركة، والعفو والعافية، واحفظه من كل شر؛ إنك سميع مجيب.
F.ALBUAINAIN@HOTMAIL.COM