ليس لدى الملك عبدالله بن عبدالعزيز ما يشغله عن المواطن، أو يصرفه عن الاهتمام بمتطلباته؛ فهو شغله الشاغل، وهمه الكبير، لا فرق عنده بين كبير وصغير؛ فالعدل أساس حكمه، ومن خلال مساواته بين الناس يكمن السر في جماهيريته ومحبة الناس له، إنه عبدالله بن عبدالعزيز الذي إذا قال فعل، وما أكثر ما فعل؛ ما لا يمكن لأحد أن يدعي غياب صوته وحكمته وحضوره وسداد رأيه، مع وإلى جانب كل منجز حضاري أو موقف مسؤول ظهر فيه شامخاً وقوياً، وبصفات نادرة لم يسبقه إليها أحد من الزعماء المحدثين.
***
وكالعهد به دائماً؛ فالمواطن في ضميره دائماً، ورضاه هاجس لا يغيب عن ذهنه أبداً، إنه بتواضعه ونظراته وصوته إنما يُعبِّر عن شخصية آسرة في تعلق الناس بها، وثقتهم بعاطفتها نحوهم، وصدقها في التعامل معهم؛ ما لا يمكن لعاقل إلا أن يتفاعل معها، ويشعر بقربه منها؛ فكيف بهذه الملامح الجميلة إذا ما اقترنت بما أُشيْدَ على الأرض من إنجازات كبيرة وهائلة قادها وأمر بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ مبايعته ملكاً للمملكة.
***
لا شيء نضيفه بمثل هذا الكلام إلى ما يعرفه المواطن عن خادم البيتَيْن، أكثر من أنها مشاعر مخلصة، اعتدنا أن نُعبِّر عنها مع كل حدث جديد، بوصف ذلك فرصة لكم ولنا؛ لنبوح لهذا الملك الصالح بفيض من مشاعرنا الصادقة، وأن نقول له وعنه ما نعتقد أنه يصب في مصلحة الوطن والمواطن؛ فنحن شعب تربينا على الوفاء والإخلاص، وعلى قول كلمة الحق، والثبات على المبادئ، والالتزام بكل ما يعزز أمن واستقرار الوطن، ضمن مسؤولية كل المواطنين بوصفهم شركاء في حماية الوطن من أعدائه والمتربصين شراً بمكتسباته.
***
نكتب هذا - باعتزاز - عن ملك يستمد أسلوبه في الحكم من أسلوبه في الحياة، حيث الصراحة في قول الحق، والإخلاص في العمل، مع الصدق في القول، وحيث المروءة والأريحية، والثبات على المبادئ الكريمة، فهو بهذه الصفات الجليلة قد كرَّس حياته لخدمة شعبه، والحنو عليه، والاهتمام بمتطلباته، والإصغاء لصوته، واحترام وجهة نظره؛ ما لا تجده إلا لدى قليل من زعماء العالم.
***
وكلمة خادم الحرمين الشريفين وأوامره الملكية - التي ننشرها اليوم - جاءت شاملة، ومستجيبة للتوقعات، وملبية للتطلعات، ومنسجمة مع ما اعتاد عليه عبدالله بن عبدالعزيز في تعامله مع المواطن، مؤكدة تميزه بقراءة ما يخدم الوطن والمواطن قراءة صحيحة، وهكذا هو عبدالله بن عبدالعزيز الذي يرى في مواطنيه أنهم صمام الأمان لوحدة هذا الوطن بولائهم وصلابة إرادتهم المؤمنة.
***
دلوني اليوم على زعيم غير عبدالله بن عبدالعزيز يخاطب مواطنيه بالقول: يشهد التاريخ، وتكتب الأقلام، وتحفظ الذاكرة الوطنية، بأنكم صفعتم الباطل بالحق، والخيانة بالولاء، وأنكم في قلبي، أحملكم دائماً وأستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم، إنني فخور بكم، والمعاني تعجز عن وصفكم، ولا تنسوني من دعائكم.
***
أي زعيم غير عبدالله بن عبدالعزيز يخاطب اليوم مواطنيه بهذا التواضع وبهذه الأريحية وبهذا الأسلوب، ويعكف على إصدار مثل هذه الأوامر الكثير منها لم يكن موضع تفكير لدى المواطنين، فيما هي تمثل هاجساً لدى خادم الحرمين الشريفين؛ لأن كل مواطن يسكن في قلبه دائماً، وكل مواطن يرى أن المسؤولية تقتضي أن يسهر على خدمته لتحقيق ما يعزز أمنه واستقراره.
***
وكالعهد به، هكذا هو دائماً؛ إذ يرى في مواطنيه شيئاً كبيراً ومهمَّاً، لأن أي أمة ترفع كلمة الحق لا خوف عليها، وأنتم - كما يقول - في قلبها، الأمناء على الدين وأمن واستقرار هذا الوطن، فكيف لا يكون كل مواطن متناغماً في تفكيره مع ما يفكر به عبدالله بن عبدالعزيز، وهو يستمع إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين، وإلى أوامره الملكية بما حملته من مضامين وتوجيهات وقرارات تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وكيف لا يكون المواطن بهذه الصورة من الولاء والوطن وطنه والأرض أرضه وعبدالله بن عبدالعزيز مليكه وقائده، والعدو عدوه.
***
بارك الله في خطواتك يا ابن عبدالعزيز، وعافاك ووفقك، وحقق على يديك وبفكرك الخلاق ما تصبو إليه الأمة من خير وأمن واستقرار، وجعل ما تقدمه لوطنك ومواطنيك وأمتك عامل بناء ودعم لدولتنا على النحو الذي يمكّنها من الدفاع عن مكتسباتها وحق أبنائها في العيش الكريم على أطهر ثرى وأقدس بقعة من بقاع الأرض.