يتميز كتاب الربع الخالي الذي أصدرته هيئة المساحة الجيولجية مؤخرًا بأنه كتاب علمي لأنه خضع لدراسة ميدانية من باحثين هما: مؤلفا الكتاب الأستاذ محمد الراشد مدير مكتب هيئة المساحة بالرياض ونائبه الأستاذ عبدالله العنيزان وفريق العمل المشارك.. الراشد والعنيزان والفريق المشارك لهم سجل طويل في المسح الميداني الجغرافي غطى أراضي المملكة، وهنا تأتي أهمية وقيمة الكتاب العلمية, لما يتمتعان به من تميز مهني وطرح أكاديمي في التعامل مع المعاجم الجغرافية والأسماء الجغرافية وإنتاج الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية.. استغرق إعداد الكتاب نحو أربع سنوات، تم توثيق معظم مظاهر الربع الخالي الطبيعية والبشرية من خلال الإحداثيات الجغرافية، كما زود الكتاب بالخرائط والصور الفضائية والجداول التوضيحية.
مساحة الربع الخالي حوالي (550) ألف كم2، تمثل الأراضي السعودية نحو80%، وتشترك دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والجمهورية اليمنية في الجزء المتبقي، كما يوضح الكتاب تكوين الربع الخالي الجيولوجي ومنكشفاته، إضافة إلى مصادر تكوينات رمال الربع الخالي وأنواعها.
ومن أهم الموضوعات البارزة المعلومات الاستيطانية والسكان، والمراكز السكانية، والقبائل التي تستوطنه ومسالك الطرق والدروب الرملية، والطرق والدروب المعبدة، وأنواع النباتات ومناطق تركزها، إضافة إلى المحميات مثل محمية عروق بني معارض، والثروات الطبيعية النفط والغاز، وأقسام المياه الموارد والمجاري ومصائد المياه، وأهم المجاري المائية التي ترفد حوض الربع الخالي بالمياه، والتي يتجاوز تعدادها 50 وادياً، وأهم مصائد المياه (السباخ والقيعان) ومواقعها، والتي تعد الأكبر مساحة على مستوى شبه الجزيرة العربية: كسبخة أم السميم، وسبخة مطي، وسبخة الحمر (بطن الطرفاء) سلوى، وهي أخفض منطقة في الجزيرة العربية، إضافة إلى المظاهر الطبيعية والتي تشمل المظاهر الرملية والحاذات والخلات والشقق، والجبال، بحيث يصل طول بعض كثبانه الطولية (العروق) في نصفه الغربي إلى نحو 250 كم. وهنا تأتي أهمية الربع الخالي باستثماره استيطانيا وتحويله من بحر رمال إلى بحر اقتصاد، كما أن المعلومات التي قدمها الراشد والعنيزان هي مفتاح حياة ومورد اقتصاد أساسي لجيل يرى أنه من الضروري أن يأخذ فرصته الاستثمارية ويستمتع في بيئات بلاده.