الدواليب تمضي..
الإنسان الذي يعيش سيمضي..
الظواهر الطبيعية تحل وتمضي..
الكوارث تنزل وتمضي..
المجالس تُعقد وتمضي..
الروح تستقر في الجسد وتمضي..
الثورات تقوم وتمضي..
الضحكة تصدر وتمضي..
الجروح تشج وتمضي..
الليل يسود ويمضي..
النهار ينتشر ويمضي..
الجنين يحل ويمضي..
المصيبة تنزل وتمضي..
الفرح يزور ويمضي..
الكلمة تُقال وتمضي..
كل الدواليب تدور وتمضي..
والذي يبقى، هما الصدى والأثر..
بعض الأصداء تعبر, وتُنسى.., لكنها لا تُمحى, ولا تتلاشى..
وبعض الآثار تُطمس, وتتغيَّب..., لكنها لا تذوب، ولا تُفنى..
سنة الله في خلقه..
كيانات خفية عما يظهر...
تراكمات متناهية متنامية، لا تؤثر حركيتها في ثباتها، ولا يعطل سيرورتها بقاؤها.. تؤسس في خفاء للحركات, واللمحات، والأقوال، والأصداء والآثار...
والنواصي فيها البوتقة، والسجل..
محرك لكل ما يَعبُر، ويُعقد، ويقوم، ويسود، ويُنتشر, ويحل، ويزور، ويدور، ويُقال، ويُفعل.. ويُقصد..,
لا مناص من موقف انثيال، وتدفق، وشهادة..
فالقبور ستبعثر...
والحقيقة أن لا شيء البتة هباء..
كل دولاب سيحمل في طياته النسيج...
وكل محطة وصول سيبسط فيها النسيج..
ستُتلى السطور.