دائمًا ما كنت أردد لمن ينتقد الكثير من الممارسات الخارجة عن الإطار الرياضي العام كبيرة أو صغيرة بأنهم لا بد أن يدركوا الهدف من وجود الرياضة لدينا ثم يبدؤون بانتقاداتهم كيفما شاؤوا لأني مؤمن أننا نعتبر الرياضة أمرًا ثانويًا في منظومة الأولويات الحكومية بدليل حجم الدعم السنوي مقارنة بدول تصغرنا أنشطة وأندية وتاريخًا وعلينا أن نقبل بتلك الأولويات التي تجعل من متخذ القرار الرياضي يؤمن بفسح المجال لحرية أكبر وإلا فسيهرب الكثيرون الذين جاؤوا لغرض البهرجة والشهرة والتميلح أمام الكاميرات وتخريب الأجواء بأفعال المراهقين وليس إداريين من المفترض أن يكونوا قدوة للجميع..!!
اليوم الرياضة السعودية دخلت عالمًا آخر فهي - خاصة بمجال كرة القدم - تخوض بنجاح مجال الاستثمار الرياضي وهو المجال القائم على الدقة والانضباط والبيئة المتسلسلة غير القابلة للاجتهاد والمجاملات والفردية وحتى ديكتاتورية اتخاذ القرار ممن يظنون أنهم ما زالوا اللاعب الرئيس بمنظومة الرياضة السعودية..!!
اليوم يجب أن نخجل ونحن نرى لجنة المسابقات تنسى أن هناك لقاءً مؤجلاً للقادسية والوحدة لتعيد تحديده بعد شهر من الإلغاء بمباركة من برنامج رياضي تلفزيوني هو (كورة) الذي نبه لجنة المسابقات بسقوط مباراة من الدوري دون تحديد..!!
اليوم لا مجال لأن يجلس احتجاج أي نادٍ بالأدراج وممرات الصادر والوارد لمدة شهر أو أكثر فقط لأنَّ العملية أصبحت عنادًا بين مسؤول يظن أنه الأدرى بشؤون كرة القدم بالعالم ومسؤول آخر يطلب فقط مستمسكًا قانونيًا ليصدر قراره..!!
اليوم لا مجال لأن يقف رؤساء اللجان والأندية يستجدون أمام من بيدهم القرار المالي والصرف الذين مازالوا يعيشون حقبة التسعينيات ويرفضون دورات التطوير ومستخلصات ومشاريع رئيسة للجان والأندية ومن يسمع قصص رؤساء اللجان مع مالية اتحاد الكرة يصاب بالذعر، فالعمل يسير ببطء دون أن نلتفت إلى نقطة التحول التاريخية بين الجيل الإداري المهيمن على شؤون اتحاد الكرة القادم من رعاية الشباب وبين الجيل الذي ينتظر أن يجد فرصة بعيدًا عن وصايتهم أو أحيانًا التلذذ بمشاهدة أخطائهم..!!
شخصيًا لازلت على رأيي بأن لجان اتحاد الكرة يجب أن يحوي كوادر أجنبية في هذه الفترة بالذات، لأننا نؤسس الآن لمرحلة جديدة إذا ما نجحنا فيها فسيكون سقوطًا مريعًا وخصوصًا أن الجيل الإداري القديم لم يترك فرصة واحدة للآخرين لحضور المناسبات والاجتماعات أو تسلّم مناصب هنا وهناك، بل هي حكر عليهم وها نحن ندفع الثمن ويجب ألا يتكرر ذلك مستقبلاً، فالمعرفة والدراية ليست حكرًا على الطاعنين في الأعمار، بل هي مجال متسع للجميع إذا ما وجدوا من يعطيهم الفرصة حتى للتنفس..!
الكوادر الأجنبية هي عامل مهم حاليًا لوضع سيناريو احترافية الأداء العملي وليس عيبًا أن نستعين بأفضل الكوادر لأنَّ التجارب الحالية أثبتت أننا في خطر وسنظل في خطر ما لم نسارع لاغتيال الفكر المهيمن والسلطات القديمة المتفردة ونفتح الباب لهواء منعش ينسينا البؤس في الأنظمة والقوانين وتطبيقاتها ويجعلنا أنموذجًا إيجابيًا بدلاً من كوننا مواد مثيرة للبرامج الخليجية التي تناقش مشكلاتنا وفشل لجاننا وضعف مخرجاتنا..!!
ياحسافة ابن مساعد..!!
كثير من غير المنتمين للوسط الرياضي يؤكدون أن الأمير عبد الرحمن بن مساعد إنسان أكبر من أن ينزلق في مهاوي التصريحات واللت والعجن التي لا يتقنها ابن مساعد، بل هي مفصلة لغيره من أولئك الذين يستخدمونها للضحك على جماهيرهم الغلبانة التي أصبحت تدمن مثل تلك التصاريح لدرجة أن عدم وجودها ربما يشكل انهيارًا في القيم السلبية وهو الأمر غير المتاح حاليًا..!!
لقد كشف الواقع الرياضي أننا نهتم كسعوديين بالجوانب الإدارية أكثر من الفنية فرئيس النادي يصرح الصباح والظهر وفي المساء - الله لا يوريك- يمسك وبالدور كل القنوات..!
تناسينا اللاعب وأهمية تطويره والمدرب وسبل خلق البيئة له والإحصاءات والبيانات الفنية ورسم خريطة طريق المسابقات المحلية والخارجية وواقع الاحتراف واهتممنا بالقادمين بالملايين لنحصد الخيبة وتراجع المستوى الفني والإداري، بل والجماهيري ويا خوفي على الإعلامي..!
المهنية بنظر طبول (المدرجات).!!
أسفر سماح رؤساء تحرير الصحف الرياضية ومديري التحرير بالصحف المحلية الكبيرة بدخول مراسلين من مناطق عدة دون تمحيص ودون مراقبة وحساب إلى ظهور ما يسمى مراسلي الأندية الذين يكتبون ما يطلبه جمهور النادي وإدارته ويمارسون قلبًا للحقائق ودفاعًا عن الباطل من منظور انتمائي وخوفًا من رد فعل الجمهور، فيما لو حاول أو فكر بذكر حقيقة لا يريدها جمهور فريقه..!!
تلك المهنية البائسة صنعت طبول مدرجات وليس مراسلين يفترض فيهم النزاهة والثقة بالنفس وقوة الشخصية ومن هذا المنطلق تشكلت لدى بعض الأندية ثقافة طبول المدرجات لتصل للصحف، حيث يرى بعض مسيري الأندية أن مثلها مثل مراسلي المدرجات لذلك من غير المستغرب أن يجد الصحفي أو المسؤول القوي النزيه الخبير نفسه في موقع النقد والحرب لدى تلك الفئة إذا ما تعامل بمهنية تامة مع قضية من القضايا..!
هنا لا أكتب عن قضية دون أخرى، بل أنبه من يعتنق هذا الفكر القديم أن المحك الرئيس للمهنية النزيهة هو اتضاح الحقيقة في أي قضية وأن المسؤول الإعلامي أو الصحفي الحقيقي يجب أن يعمل بضمير حي وأن يمارس دوره دون تضليل وأيضًا يحترم كافة الآراء لكن بالتأكيد لن يكذب على الآخرين بمعلومات وأمانٍ هي من نسج خيالهم..!!
تصويبات:
- من ظلم التعاون؟؟ رئيسه.. مدير الاحتراف بالنادي.. لجنة الاحتراف.. أم ازدواجية القرارات..!!
- أثبت عادل البطي أنه إداري من طراز رفيع بعد أن رفض الخوض في مسألة الاحتجاج النجراني على التعاون دون مسوغات قانونية واضحة تكفل العدالة بين الجميع وقد تمسك برأيه ومنهجه.. كم أنت رائع يا عادل وفعلاً اسم على مسمى..
- الروماني رادوي يجب أن يعرف أن حب الهلاليين له ودفاعهم عنه لا يعني أنه أصبح أكبر من النادي وتاريخه ليعمل ما يريد ويقول ما يريد، فالكيان مرت عليه أجيال وأجيال وبطولات وبطولات ولن يقف عند رادوي أو غيره، فالانضباط أهم طريق نحو البطولات وهو ما ميَّز الهلال دون غيره..!
قبل الطبع:
النوايا السيئة تغرق السفن الكبيرة..!!