رغم أننا في هذا (الوطن) الكبير.. الإعجازي في إنجازاته.. المُتمكن في خطواته.. والذي يعيش في تطور ملموس.. وبسرعة تُسابق الزمن.. وبتقدم على الآخرين في شتى المجالات.. إلا أننا كرياضيين ما زلنا نُعاني.. ونأسف في ذات الوقت لواقع مُتجمد لحال العناصر الإدارية (المُعمرة) التي تقود العمل للنهضة بشباب ورياضة هذا الوطن الكبير..!!
ففي تصوري أن كُل هذا الدعم الذي يلقاه قطاعا الشباب والرياضة.. هذا القطاع الحيوي الهام.. من قادة هذا الوطن.. مادياً ومعنوياً.. عوامل كفيلة بأن يجعل رياضتنا وأنديتنا في المقدمة.. ولكن التصور شيء والواقع شيء آخر..!!
إن سياسة الرجل (الواحد) والكلمة (الواحدة) في لجان اتحاد الكرة هي السائدة في التعامل مع القضايا.. ولكم في قضية التعاون ونجران الشاهد الأكبر في ذلك.. ففي الوقت الذي أكدت فيه اللجنة الفنية أنها اجتمعت لحل القضية.. وعجزت عن تفسير الخطأ الذي وقعت فيه لجنة الاحتراف.. مُنتظرة أن يكون الاعتراف من رئيسها الدكتور صالح بن ناصر.. خرج علينا الرجل (الأوحد) في لجنة الاحتراف ليتنصل من خطئه.. ويكون ضحية ذلك نادي التعاون والمبدأ معه.
إن قضية التعاون ونجران.. كشفت للملأ الارتجالية.. والفوضى في لجنة الاحتراف.. بدلاً من الواقعية.. والاحتراف في العمل.. الذي يجب أن تُديره الأنظمة واللوائح.. والاجتهادات الجماعية.. سقطت لجنة الاحتراف بفعل ذلك الأسلوب المبرمج للجنة.. ذلك الذي غيّب الأخذ بالعلمية.. ومواصفاتها.. وشروطها..!!
أدلة واضحة.. وبراهين دالة على صحة موقف التعاون.. ومع هذا سُلبت منه نتيجة لقائه بنجران دون وجه حق.. فالتعاون لم يُشرك اللاعب إلا بعد أن استلم خطاب موافقة على تحويل اللاعب.. وما دام استلم اللاعب تلك الورقة النظامية فإنها تُخوله لإشراك اللاعب.. إذاً التعاون ليس له ذنب فيما حدث..!!
كنا نتمنى يا دكتور ابن ناصر من أجل هذه اللحظة.. أن تقول فيها ولو لمرة (واحدة) قبل أن تُغادر موقعك بأنك أخطأت.. بدلاً من أن ترمي خطأك على الآخرين.. وللكرة السعودية ورجالها أطيب المُنى بالتفوق والنجاح..!!
وماذا.. بعد..؟!
لأن اللجان هي الأداة الأكثر أهمية في صنع رياضة راقية.. عليه فإن حتمية أن تكون القرارات متوازنة.. وغير متباينة.. ومُنصفة.. ما هو إلا شرط أساس للبحث عن التفوق.. الذي نملك جميع أدواته ومقوماته.. ولعل أول تلك المقومات امتلاكنا للقيادة الرياضية الواعية..!
غير أن ما يحدث من اللجان.. كما حدث من لجنة الاحتراف في قضية التعاون ونجران.. سيضع أنديتنا في مهب الريح.. ونقضي على الأهداف السامية للرياضة التي يتنفس بها الكثيرون..!
أنديتنا وبالذات صاحبة (المداخيل) الضعيفة مادياً.. يوجد بها أعضاء شرف دفعوا أموالهم.. لاحتواء الشباب.. والاهتمام بهم.. وبتلك الطُرق التي تسلكها اللجان كلجنة الاحتراف.. فإني أخشى على هؤلاء الرجال أن يُغادروا الأندية.. وبعدها ستكون هذه الأندية ليست خالية من أعضاء الشرف والداعمين والإداريين فقط.. بل سيمتد ذلك إلى حتى الجماهير..!