قلنا وما زلنا وسنبقى نقول إن وحدتنا الوطنية هي مركبنا الأمين في بحر متلاطم إلى بر النجاة يقوده رجل لم يتعلّم القيادة اليوم، بل منذ أن رأت عيناه النور ولا سيما أنه عاش أولاً بكنف والده المؤسس (الوحدوي) العظيم وتعلَّم منه الكثير الكثير من الحكمة والرأي واستشراف المستقبل السعيد لهذا الوطن الغالي، ثم عمل بجانب أخيه الراحل الملك سعود ورأى كيف يكون الكرم العربي مجسداً بشخصه الكبير، ثم عمل أيضاً بجانب أخيه الراحل الذي هزّ العالم يوماً بقراراته التاريخية الشجاعة التي أوقف من خلالها تدفق النفط إلى من لا يقف مع قضية العرب الأولى فلسطين ونعني بذلك الملك فيصل - طيّب الله ثراه - كما شهد مشروع الخطط الخمسية التي قررها الفيصل ونفذ الكثير منها شقيقه الملك خالد (أبو الخيرات) والقلب الأبيض. ثم رأت عيناه كيف قام الفهد الراحل - طيَّب الله ثراه - بإنجاز الأجزاء التالية من تلك الخطط ونهض بحركة التعليم بطريقة مبهرة. ثم تسلّم الراية الخضراء حماها الله مليكنا العادل والصالح الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - والذي كما قال إنه يحمل شعبه في قلبه أينما حلّ تماماً كما هو شعبه يحمله بالقلب، وضرب للعالم النموذج الأعظم في الوفاء والولاء والطاعة في زمن تهاوي الأنظمة وتوحش الشعوب من أجل الخبز والحرية، بل الطائفية أيضاً التي وصل شرارها إلى مياه الخليج ولم تنفع معها البرلمانات والانتخابات وتغيير السلطات من أجل إرضاء الشعوب التي لم تأبه بذلك لقاء رأس الحاكم كتعبير مباغت للكراهية التي يحملها لكل دكتاتور منهم شعبه العزيز(!) أما بالنسبة لشعبنا السعودي الأصيل والنبيل والوفي فقد ضرب المثل الأعلى في تاريخ الأمم والشعوب على تلاحم القيادة والشعب ومتانة وحدته المباركة لذلك فإن هكذا شعب يستحق هكذا ملك وهكذا ملك يستحق هكذا شعب.
يبقى القول أخيراً إن كلام الملك هو ملك الكلام ومن لا ينفذه بكل حذافيره وبالسرعة القصوى فإنه لا يختلف عن أي موظف بيروقراطي تؤدي به البيروقراطية إلى الفساد فكيف الحال إذا ما كان هنالك هيئة مختصة بمتابعة التنفيذ ومحاكمة الفساد؟ ومن لا يطبق كلام المليك لرفع مستوى شعبه فلا يستحق أن يكون من هذا الشعب الأصيل.