|
لم يكن مستغربًا يوم أمس مظاهر الفرحة التي عمّت الشارع السعودي بعد الخطاب الأبوي الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأبناء شعبه والقرارات التي أعقبت ذلك الخطاب الذي سيسجله التاريخ بماء من الذهب لما حمله من مضامين سامية وبعفويته المعهودة التي جاءت من خلال حديثه النابع من القلب رعاه الله.
لقد حمل حديث المليك المفدى الذي ترقبه الجميع منذ إعلان الديوان الملكي عنه أرق وأعذب وأبسط الكلمات التي بادل فيها أبناءه الحب بالحب والوفاء بالعطاء. لقد كانت تلك الكلمات السامية التي ابتعد فيها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كما هي عادته رعاه الله، في البعد عن التكلف وتنميق العبارات لاحتوائها على كل ما كان يأمله المواطنون وفي صورة أثبتت تلاحم القيادة والشعب لتحقيق أمن الوطن ونهضته، كما أن مشاهدة المواطنين لخادم الحرمين الشريفين -وهو بكامل صحته وعافيته يتحدث لهم بهذه الهيئة والصورة المفرحة- كان لها وقع خاص أعطى لهم الأمن والأمان بسلامة صحة مليكهم لكونه الخطاب الأول الذي يوجهه للمواطنين بعد عودته إلى أرض الوطن.
لقد جاء اختتام المليك المفدى لكلمته التاريخية بفخره بأبنائه وتأكيده -رعاه الله- بأنه يستمد العون والقوة بعد الله من أبنائه المواطنين بطعم ولون آخر، أضاف رصيدًا آخر من المحبة إلى أرصدته في قلوب أبناء شعبه وذلك بطلبه من أبنائه المواطنين الدعاء له وأن هذا الرصيد من المحبة المتبادلة بين الأب القائد وأبنائه لم يكن وليد لحظة، بل جاء نتيجة ما اختزنه -أدامه الله- من أرصدة الحب في بنوك احتضنتها صدور أبناء شعبه بخزائن قلوبهم، استطاع من خلالها أن ينال ذلك الحب الذي كانت إحدى ثماره تلاحم الشعب والقيادة في جميع الأوقات والذي يحسدنا عليه القاصي والداني.
أما الحديث عن القرارات الملكية التي أصدرها -رعاه الله- فهي قرارات تاريخية وشاملة، بإجماع المواطنين وخير دليل على عطاءات المليك المفدى لكل فئات أبناء شعبه من مدنيين وعسكريين وشملت كافة القطاعات الحكومية بدون استثناء ولم ولن تكون مستغربة من مليك عادل محب لدينه ثم وطنه وأبناء شعبه (نعم) يحق لنا نحن أبناء المملكة العربية السعودية أن نرفع رؤوسنا كما هي دائمًا وأبدًا عالية إلى السماء في ظل قادتنا الأوفياء، ونقول للأمم مفاخرين: (من يفاخرنا بمثل عبد الله بن عبدالعزيز؟).
ABDULKAREEM@ALSHEMALY.COM