تبهرني الأفراح الجمعية لأنها تأتي عفو الخاطر..
ويطرب لها الصغار من طرب الكبار..
وتتزين بابتساماتها البيوت والشوارع والطرقات..
ويخرج النبض من الصدور، ليتحول سعيا، وقفزا، وأهازيج..
ساعات يوم الجمعة، أول أمس نهاره، وليله، انحازت للفرح الجمعي..ليس في الرياض فقط، بل في كل المدن..
بين كل أفراد الوطن..
فكلمة خادم الحرمين الشريفين، وقراراته، جاءت كما عهده الكل أبوية،..
ذات حميمية نافذة لعمق النفوس..
كلمة أب، ما عهد مجتمع آخر، أن يتحدث قائده الأعلى مع أفراده، بمثل ما يتحدث الأب في بيته مع أبنائه..كما يفعل عبدالله بن عبدالعزيز..
لذا، تحول الوطن لصحن دار كبيرة، آهلة بالأب وأبنائه، يلتفون من حوله، يحملونه في قلوبهم، يمتنون لأنه:
مذ اعتلى قيادة مركبتهم، وهو يتلفت إليهم، يتفقد حاجاتهم، يضع يده على ما يوخذهم، يبلسم أدواءهم، يرمم كسورهم..يعلي أبنيتهم، ينقض المتداعي منها..
فمنذ قادهم، وضع يده على الطرق الوعرة، فأخذ بقوة نحو تمهيدها لهم، وعلى مصدر الغذاء فأقام جذور أشجاره، وعلى خواء الجيب، فبثه بما يسد شيئا من حاجاتهم..
مريضهم يسر علاجه، مساكينهم مد روافد سترهم، مقترضهم هون عليه ثقل القرض فخففه، معسرهم فك أسره، مدارسهم وسعها، وأعلى أبنيتها، وأفاض في فرصهم...، علماؤهم أعلى شأنهم، بسطاؤهم رفع قدرهم،..
رسم لسكنهم، وخطط لاستثمارهم،..وقرر لنموهم، وتصدى لفسادهم، وحزم في عقوبات متهاونهم، وقرر مثوبات مجتهدهم..
هو الأب..
هذا هو الأب..
أفاض فأمد بكفه كفوفهم زيادة مقطوعة في الدخل لشهرين، ومكافأة للبهجة يوم إجازة باغتتهم بالسرور...
فتح فوهة الخزينة، وضخها في شرايين وطنهم، عمارا للصحة، وللإيواء، وللتعليم، وللعمل..حتى العاطل سد حاجاته، وحفظه من حرج السؤال..
ثم، استودعهم أمانة الحب، وصدقه..
خرجوا يهللون بالدعاء، والفرح، يتنافسون في التعبير، والقول...
يتبارون في تأليف الأدعية، ووضع الشذرات المعبرة عن فرحهم به، عن حبهم الكبير لهذا الرجل النقي الأبيض..، حديثهم الخاص والعام، في وسائلهم العديدة والسريعة..
هو الأب..
هذا هو الأب الشفيف الصادق..
نافسوا في قلبه أبناءه الخاصين، وأسرته القريبة..حين جعلهم كلهم أبناءه وخاصته..فجعلوه في قلوبهم، بهجة بيوتهم، وحديث ساحاتهم،وخلواتهم، أفرادهم، وجماعاتهم..
هذا الملك تربع، وتعمق، واستحل القلوب والألسنة..
منذ ست سنوات، وهو يخطط، ويفاجئ، ويقوِّم، ويضرب على كل ما يقلقهم، ويتعبهم، ويعمل على ما يحتاجون إليه..
هو الآن الثقة المكينة في النفوس..
يشعرون أنه الأقرب لهم، وأن بابه مشرع لجميعهم، لأن قلبه هو بابه..
يوم الجمعة، كان بكل ساعاته، نهاره، وليله انحاز لفرحتهم، ثم امتدت غيمته رخاء..رخاء ترويهم بهجة وحبورا..
يقولون له: شكرا
بكل لسان..
بنبض كل الفرحين بأب رائع،هو أنت يا عبدالله بن عبدالعزيز..
لك الحب صافيا، والدعاء وافيا..
هكذا تقول الألسنة، وتبصم الأكف بخمستها..
وتسأل الله لك حسن البطانة، أولئك الذين أمنتهم على ما قررت، وعلى ما وهبت،
وأن يهبهم الله القدرة على الوفاء بصدق الجهد، وأثرة النفس، ونزاهة العمل، وسرعة الإنجاز..
وأن يمد الله في عمرك، ويديم عليك الصحة، والعزة، والمنعة، والنصر، والسعادة، والثبات..
ويهدي لك العباد، ويسعد بك البلاد.
اللهم آمين.