تذكَّرتُ قصة العجوز التي حضرت حفلة «عيد ميلاد»، وعندما همَّتْ بالخروج، وجَّهت الدعوة للحضور، قائلة: «عيد ميلادكم عندنا بكره، الله يحييكم»، عندما قرأت خبر الشراكة التي عقدتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مع جامعة توكاي اليابانية، بهدف إنتاج سيارة شمسية. وسبب تذكُّري لهذه القصة، ما قرأناه عن تجربة جامعة الملك سعود، في إنتاج سيارة «غزال»، بالاشتراك مع الفرع الإيطالي لشركة تجهيز السيارات الكندية «ماغنا».
جميل أن تتنافس جامعاتنا في إنتاج السيارات، بالتعاون مع الشركات اليابانية والكندية، وحتى الشركات السيريلانكية، لا يهم. المهم أن ننتج بشكل حقيقي، وليس على صفحات الجرائد والمجلات. والمهم أكثر، أن تُشرك الجامعات طلبتها وخريجيها في عملية الإنتاج، لا أن تجعلهم مجرد مشترين لهذه السيارات التي «يقولون» إنهم سينتجونها. فإذا فشلت جامعاتنا في صناعة أجيال كفؤة للانخراط في سوق العمل (وهذا باعتراف مديري الجامعات أنفسهم)، فعلى الأقل، توجههم للعمل في هذه المصانع «المزمع» تأسيسها، للبدء في إنتاج سلع مرغوبة، وهل هناك سلع يرغبها المستهلك المحلي، كالسيارات؟!
إننا، أثناء هذه الحفلات التي أصبحت كل جامعة «تعزم» الصحافة لها، لكي تدشن ميلاد صناعة جديدة، لا نجد من شيء نقوله، سوى الدعاء بأن يوفق الله المشرفين على تلك المناسبات لشراء الكيك الفرنسي الألذ، والمشروبات الغازية الأمريكية الأشهى، والشموع الإيطالية الأميز، التي لا تنطفئ حتى عندما ينفخها المدير.