ستون ألف وظيفة، 250 مليار ريال لمشروع الإسكان، هيئة وطنية لمكافحة الفساد، إعانة مالية للعاطلين عن العمل، حد أدنى لأجور السعوديين، راتب شهرين لموظفي الدولة، 16 مليار للخدمات الصحية، معاقبة المتلاعبين بالأسعار كائناً من كان، دعم مكاتب الدعوة والإرشاد والإفتاء وتحفيظ القرآن وغيرها الكثير..
إنها حزمة الأوامر الملكية التي أعلنت في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت الوطن، مجموعة قرارات أقل ما يقال عنها إنها تاريخية من رجل أعطى للمُلك والقيادة معنى آخر أجمل وألذ..
إنه (أبو متعب) كما يحب أن يسميه الشعب السعودي الذي أعلن قبل أسبوعين حبه وعشقه لوطنه ومليكه أمام العالم، وأبهر الشعوب كلها بوفائه وولائه للقيادة..
فنحن أبناء هذه الأرض الطاهرة رضعنا حبها مع حليب أمهاتنا، لم نأتها بتأشيرة زيارة بل عشنا فيها الصيف والشتاء، السراء والضراء، عشقنا هواءها الساخن، وماءها وإن كان شحيحاً، هي الأمن والحضن والأم فكيف نكون بها عاقين؟! وبخيرها وجودها جاحدين ومنكرين؟! فمن لا يحب بلاده لا يستطيع أن يحب شيئاً.
لم يؤسسها الملك والإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- تحت شعار القومية أو الشيوعية أو الرأسمالية لتستمد قوتها منهم إن تفوقت وتسقط وتنهار إن سقطت وانتهت بل وحدها تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وهي محمية محفوظة شامخة ما بقيت متمسكة بهذا المعنى العظيم وهو ما استشعره خادم البيتين حين أكد وعزز هيبة الدين ورجاله وأعاد للشرع وحفظ للقرآن هيبته ومكانته الرفيعة إلى الأبد.
بلغته البسيطة العميقة، وبحضوره الهادئ المهيب طل على الشاشة في موعد لن ينساه الشعب أو التاريخ السعودي، بدأ اللقاء مثنياً على الشعب وشاكراً وفاءه وولاءه..
لم يقدم لشعبه الكلام فقط، بل أتبعه بعشرين مرسوماً ملكياً كل واحد منها هو نجاح بحد ذاته، وعنوان لمرحلة جديدة تزخر بالازدهار والرفاه والرخاء والتقدم..
وكأنه يقول لشعبه احلموا بل أطلقوا العنان لأحلامكم مهما بدت صعبة المنال فنحن مقبلين على الخير والفرص الوفيرة والانتعاش الاقتصادي.
أجزم أن الأوامر لم تكن وليدة لحظة عاطفة أو نشوة، بل إنها في قلب وفكر (أبو متعب) درست بعناية فلامست بعمق كل مناشط الحياة وذلك يعني أنها جاءت ضمن مشروع الإصلاح الذي يقوده الملك المصلح العادل.
ذلك الخطاب وما تلاه من أوامر بثت الفرح وحقنت السعادة في عروق المملكة كلها من أقصاها إلى أقصاها، حالة حب يعيشها الوطن والمواطن تعبر عن نفسها دون فرض أو إكراه أو رقابة.
ذرفت الدمع وأنا أستمع اتصال أحد الشباب في إحدى محطات الإذاعة وهو يعلن أنه بصدد إنشاء صفحة في موقع «الفيس بوك» هو وأصدقاؤه تحمل عنوان الكلمة الأخيرة في خطاب الملك عبد لله (ادعوا لي) وهدفهم هو وصول مليون دعوة له خلال هذا الأسبوع، كما أنهم يحضرون للإقلاع إلى مكة لأداء مناسك العمرة لخادم الحرمين الشريفين.
هؤلاء وغيرهم مما خرجوا مبتهجين يتوشحون الأعلام الخضراء في الشوارع ويهنئون بعضهم وكأنهم يعيشون عيداً ثالثاً بنكهة الوطن لا ينتظرون مقابل، لا يطمعون بمنفعة أو مصلحة أو شهرة..
يحركهم ويدفعهم الحب الساكن في أعماقهم تجاه مليكهم ووالدهم وقائدهم وأجزم أن هناك الكثير من قصص الحب والوفاء والعطاء، التي تسطر كل يوم وكل ليلة لتشكل لوحة رائعة وملحمة وطنية خالدة.
ختاماً لسان حالي صدى لصوت أبناء هذا الوطن الغالي الذي يشاركوني ذات المشاعر المخلصة المتوقدة لك يا ملك القلوب..
فلتعلم أنك يا سيدي البصر في أحداق شعبك، والنبض الكامن في أعماقه، الحلم الجميل له والحقيقة الأجمل، فلتهنأ يا خادم الحرمين فإن الناس شهود الله في أرضه، وإني وشعبك لعدول بإيماننا بأنك إن شاء الله القوي الأمين العادل الصالح المصلح، وأنك فوق ذلك كله أقمت شرع الله على أرضك وشعبك فأكرمك الله حب الشعب ووفائه لك في الدنيا والأجر المثوبة في الآخرة..
واستجابة لطلبك فإننا نرفع أيدينا سائلين الله ذا العزة والجلال أن يجزيك عنا خير الجزاء، ويجمع لك بين الأجر والعافية في بدنك وحالك وأحوالك، ويهبك من لدنه رضا ونوراً وعزةً وشفاء كاملاً لا سقم بعده إنه جواد كريم.