في خضم الفوضى العارمة التي أشعلها تنظيم القاعدة الإرهابي تصدى علماء المسلمين وطلبة العلم، وأهل الرأي وحكماء الأمة والكتّاب جميعاً، لهذا العبث الديني والأخلاقي والسلوكي، وحاصر الجميع أصحاب الفكر الضال حتى أفلحوا في الحد من انحساره ومحاصرة أتباعه الذين أيقنوا أن لا مكان لهم في مجتمع مسلم نظيف صادق، ولا مجال لفكر الخوارج بأن يجد له أتباعاً ومؤيدين حتى وإن صدر هذا الفكر من المحسوبين على أهل السنة والجماعة.
واليوم تظهر بوادر فكر ضال منحرف آخر لبعض أتباع الطائفة الأخرى الذين يثيرون الاضطرابات والإرهاب والتخريب في البحرين، ومسانديهم في العراق ولبنان والنفر القليل في الكويت من الذين يدعون مناصرتهم للشيعة، والسؤال هنا: ألا يوجد من بين مراجعهم وعلمائهم وعقلائهم من يطلب منهم وقف تخريبهم وعدوانهم وعدم الاستماع إلى إملاءات طهران وقم التي لا تهدف إلى مصلحة الشيعة بقدر ما تسعى إلى توسيع الفجوة بين أهل السنة والشيعة، وإلى نشر الفتنة؟
فالذي جرى في جامعة البحرين من اعتداء على حرائر المسلمين من الفتيات المسلمات، وما ارتُكب من عدوان أثيم في الرفاع بالبحرين، وما صدر من تهديدات سواء من قبل عميل إيران في لبنان حسن نصر الله والعملاء في الكويت أو من مقتدى الصدر وأحمد الجلبي وإبراهيم الجعفري الذين يعرف الجميع تاريخهم الأسود وجرائمهم التي وجهوا بارتكابها ضد المسلمين في الفلوجة وبغداد وسامراء، لا يمكن السكوت عنه.
هؤلاء الذين يدعمون الإرهابيين ويشجعون على ارتكاب الجرائم ضد المسلمين في البحرين ودول الخليج، لا يقلون خطراً عن إرهابيي القاعدة الذين تصدى لهم العلماء وأهل الفكر من أهل السنة. والآن الدعوة للإرهاب تنتشر ودعوات الكراهية والفتنة يُروج لها ويقودها أشخاص معروفين، فلماذا يصمت علماء الشيعة وعقلائهم ولا ينصحون هؤلاء الذين يشعلون النيران التي ستحرق أول ما تحرق دعاة الشر والإرهاب مثلما حصل لمن كان وراء تنظيم القاعدة الإرهابي؟