لا أظن أن المسؤولين في الأحوال المدنية يتجاهلون معاناة العديد من المتضررين والمتضررات، من تأخر إنهاء إجراءات استخراج بطاقات الهوية الوطنية، لمن آباؤهم أو أمهاتهم من الجنسية غير السعودية وفق ما ينص عليه النظام وليس غير. نحن نعرف أن هناك سلسلة من المتطلبات التي يجب تحقيقها، أو من الوثائق التي يجب تجهيزها، أو من السنوات التي يجب إمضاؤها، ولكننا في النهاية، أمام أطول إجراءات حكومية على الإطلاق، على الرغم من أن المتقدم او المتقدمة، يكونان قد أنهيا كل المتطلبات.
دائماً أفكر، حينما أقرأ أو أسمع معاناة هذه الشريحة من «المقاطنين» (المقيمين المواطنين)، بأن تفكر وكالة الأحوال المدنية، بتأسيس إدارة خدمات اجتماعية، تكون مهمتها الرئيسية، احتضان هؤلاء الناس، والاستماع لهم ولمعاناتهم، وشرح خصوصية هذا النوع من الإجراءات، واحتياجها لوقت أطول بكثير من وقت إنهاء المعاملات الحكومية الأخرى. فمن المؤكد أن هؤلاء الناس، ولا أحد يستطيع أن يلومهم، يصلون إلى درجات من الإحباط، لا يمكن لأحد وصفها. فأنا وأنتَ وأنتِ مواطنون، نعيش في بلادنا، كما يعيش أي مواطن. لكن أولئك «المقاطنين»، لا هم في الأرض ولا في السماء. يعيشون في بلد يعون تماماً أنه بلدهم، لكنه على الأوراق الرسمية، ليس كذلك.
أنا واثق أن الوكالة لا تود أن تُدخل نفسها في دهاليز الخدمات الاجتماعية. لذلك، فإنه لا مفر من البدء في التفكير في آليات جديدة لهذا الشأن، بحيث تكون أقل تعقيداً وأقصر وقتاً.