|
يعيش العالم أوقات عصيبة، حيث يُتَخطفُ الناس من حولنا ونحن بحمد الله وفضله ثم بقيادتنا الحكيمة الحليمة وشعبنا الأصيل البصير نعيش في أمن وأمان وفرحة وامتنان.
كلمة الشكر بعد شكر الله نوجهها لولي الأمر ومن معه على الحق ولعلمائنا الأفاضل ولعامة الشعب الكريم وللمثقفين والأدباء والخطباء والناصحين ولكل مخلص لدينه ووطنه وأمته.
حرصت حكومة المملكة العربية السعودية في السنوات الست الأخيرة على صرف مبالغ كبيرة جدًا من الميزانية المباركة على البُنى التحتية من طرق ومرافق وجامعات ومدن صناعية واقتصادية ومدارس ومطارات وقطارات التي ستخدم بإذن الله الوطن والمواطن على المدى المنظور.
والآن انتقل الصرف إلى المواطن فيما يمس حياته اليومية مباشرة من مسكن ومأكل وملبس، فرأينا التوجيهات السامية لحل مشكلة البطالة وإعانة العاطلين وكذلك التوجه لحل مشكلة المساكن انتهاءً بتعزيز القوة الشرائية للفرد من خلال الحوافز والمكافآت. فنحن إذ نُشدِد على الولاء والطاعة لولي الأمر، نسألُ في الوقت ذاته «دعاة الفتنه» وهم في اعتقادي قلة، ما هي حجتكم؟ إذا وقفتم أمام الله وفي أعناقِكم ذنوبَ كُلِ من تبعكم وصدقكم؟
إن كنتم تنشدون الدنيا فنحن بخير والحمد لله وإن كنتم تنشدون الآخرة فنحن نحّكِم الشرع في أمورنا، وإن كنتم تنشدون المدينة الفاضلة فلا وجود لها.
أما إن كان هدفكم شخصيًا فلا أقول إلا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش).
وأحذركم من أن تكونوا من أصحاب الهوى الذين قال الله فيهم: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23، اتقوا الله في أنفسكم، اتقوا الله في إخوانكم، اتقوا الله في أمتكم وعودوا إلى الحق وهو التمسك بالجماعة وليس الفرقة والفتنة التي لا تجلب إلا النقمة. فأنتم بحاجة لنا ونحن بحاجة لكم. ماذا قدمت الثورات على مدى مئات السنين للعالم العربي إلا الدمار والتفرق والتخلف والفقر والضعف والهوان! فأي ثورةٍ يجبُ أن ترتكز على ثوابت، والثابت عند المسلمين هو شرع الله وليس الحرية الغربية ولا القمع الشرقي، ونحن والحمد لله متمسكون بالشرع. فعلى ماذا نثور؟! من أراد الإصلاح فهذا حق ومن أراد التقدم والرقي فهذا أصل ومن أراد القوة والمنعة فهذا شرع، ومن أراد «الحق» فعليه أن يتوجه إلى ولاة الأمر مباشرة فقلوبهم وعقولهم مفتوحة لأهل الحق وسيوفَهم مشّرعةً لأهل الفتنة والشر. نحن في نعمة محسودون عليها ومحاربون بسببها فيجب علينا أن نحافظ عليها وذلك بشكر الله ثم لزوم الجماعة وطاعة ولي الأمر والعمل الجاد على تطوير الذات لكي نسهم في تطوير المجتمع.
أسأل الله عزّ وجلّ أن يحفظ علينا إيماننا وإمامنا وعلماءنا وأنفسنا. اللهم وفق ولي امرنا لكل خير وهيأ له البطانة الصالحة الناصحة. قال صلى الله عليه وسلم: (من بات وهو آمن في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه وليلته، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
خالد بن عبدالكريم الفدارجل أعمال- بريدة