في المنطق السامي الكريم والتاريخي الذي شرفنا به خادم الحرمين - حفظه الله - وعبر الأوامر اللاحقة التي أصدرها بعد خطابه العظيم والتي شملت جميع فئات الشعب وفي حديثه عن (صمام الأمان لوحدة هذا الوطن) وفيما يخص مفكري هذه الأمة وكتابها، قال أطال الله عمره: (إن مفكري الأمة وكتابها كانوا سهاماً في نحور أعداء الدين والأمة).
بالطبع هذه الشهادة العظيمة والتي جاءت من عظيم هذه الأمة بحق زملائنا الأعزاء لهي أكبر فخر وأرفع وسام وأثمن تاج يكلل هاماتنا إلى أبد الآبدين.
ولعلي هنا أستعيد قصيدة لصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن أحد أعمدة الشعر الحديث في المملكة والخليج العربي حينما يتحدث عن هذه البلاد الغالية مملكتنا الحبيبة؛ إذ قال:
يستاهلك منهو رعى
بأرض الظمأ إبل وغنم..
ويستاهلك من هو مشى
فوق الثرى حافي قدم
ويستاهلك منهو ثنى
بالسيف دونك والقلم
أقول إن سمو الأمير بدر قد قال هذه المفردات الرائعة وكأنه يستشرف ما يحمله اليوم كل مواطن سعودي كشعار أساسي في زمن تهاوي الشعارات: (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه) وذلك لأن هذا الشعب قد برهن لكل الشعوب أنه جدير بهذا الوطن والوطن جدير به وأنه يحق له أن يعيش فيه بكرامة عالية وهو ينشد عالياً (ارفع رأسك انت سعودي.. غيرك ينقص وأنت تزودي).
بذلك يحق لنا نحن معشر الكتاب أن نرفع رؤوسنا عالياً لهذا الثناء الملكي الذي لا يُقدر بثمن، كيف لا وقائدنا نحو المستقبل المضيء هو عبدالله بن عبدالعزيز وهو الربان الماهر والحكيم والحليم الذي يقود مركب الوحدة نحو الآفاق الأجمل والأبهى نحو غدنا المشرق المأمول وما نحن سوى بحارة نعاونه باجتياز العواصف واحتدام الموج ولا يضيرنا على الإطلاق أي (تصنيف سياسي) قد حذر منه مسبقاً مليكنا المفدى تماماً كما حذر من القبلية الضيقة والفئوية البغيضة والطائفية المغلقة وذلك لأن كلاً منا يستخدم ما يراه مفيداً لدفع هذا المركب عبر العباب الرهيب نحو برّ الأمان.
فما الضير إذاً أن يرى أحدنا أنه من الأجدى أن نزيد عدد المجاديف لزيادة سرعة هذا المركب أو يرى أحدنا أن نستخدم للشراع قماشاً أقوى. أو أن يقترح الآخر أن يعمل هذا المركب بالطاقة الكهربائية أقول كل هذه الرؤى المختلفة تصب كلها لصالح المركب ولصالح ركابه لكننا قطعاً لن نسمح لأيٍّ كان أن يخرق المركب بمعول التخلف والجهل والانغلاق. يبقى القول أخيراً يشهد الله أننا تعاهدنا مجموعة من الكتاب أن تكون أقلامنا سهاماً حقيقية في نحور أعداء الأمة والدين والوطن دون أن يوجهنا أحد لأن ذلك هو الواجب الحقيقي للكاتب الحقيقي.. وكفى.