الأحلام المؤجلة طحين المشنقة..
كلما تأجلت الأحلام..
ضاق حبل المشنقة..
وثمة إيذان بالنفي المؤبد
هكذا تموت الأحلام المؤجلة..
تتكاثف حينئذ رغبات الخلاص منها،
وتتكاتف على شد الحبل حول عنقها..
الأحلام لا تحيا في «الآن» الذي تتوالد فيه...
ما لم يكن المناخ في مقبض الكف، قبل أن يكون في دائرة الحبل..
ثمة رحلة طويلة لحبل المشنقة..
يلاحق الأحلام الهاربة بالتأجيل من مناخاتها العليلة..
الغربة أشد علل المناخات..
وأدعى لتأجيل الأحلام..
فأمضى في تسليم الأحلام للمشنقة..
النافرون عن المشنقة ليسوا الحالمين على أية حال،
فالأحلام ليست مؤونة الواقعين في تغرير السراب، كلما مشوا زادهم إيهاما..
فتطول بهم الأوهام لا الأحلام..
ويتيهون مع السراب في المسافات المفتوحة على لا نهاية..
الحالمون صيادون وقناصة، على هدى اليقظة الخفية داخلهم...
هناك تتشكل أحلامهم،
يقلبونها على نار صبرهم، ودأبهم...
لا يقصيهم عنها إلا علل المناخات..
ولا تموت على منصة المشنقة إلا في حال تضافر العلل..
وإغراق الغربة.