بالأفعال التي لم تغب عن عيون الرصد، وبالدلائل التي تكشف مضامينها وأبعادها المخططات التي تهدف إلى تحقيقها، تأكد أن ما جرى في مملكة البحرين بداية التنفيذ لمخطط يهدف إلى مد النفوذ والهيمنة وحتى الضم القسري لأرض عربية إلى دولة إقليمية لا تُخفي أطماعها في أراضي العرب، وبخاصة في دول الخليج العربية، ولها سوابق تاريخية ومعاصرة؛ فالتاريخ يثبت استيلاء إيران على إمارة الأحواز العربية. وفي وقتنا المعاصر لا تزال إيران، التي غيَّرت نظامها ولم تُعدِّل مسلكها تجاه العرب،على نواياها الشريرة؛ حيث ضمت جزر الإمارات العربية الثلاث، ولا تزال ترفض إعادتها أو حتى التقاضي والخضوع للتحكيم الدولي.
أفعال الإيرانيين لم تتغير ولم تتبدل، سواء حُكِمت من قِبل أباطرة الشاه أو ممن يتمسحون برداء الإسلام زوراً؛ فكلاهما يطمع ويسعى لاغتصاب أراضي العرب.
في عصر الشاه تآمروا مع القوى الدولية؛ فاغتصبوا وضموا إمارة الأحواز العربية، وفي عهد الخميني ضموا جزر الإمارات العربية.
أطماع لم تعد خافية، ورغم أنه كان يُعدُّ لها ويُخطَّط ضمن إطار النظام أو الدولة الإيرانية في عهود الشاه وورثة الأكاسرة، إلا أن التحوُّل الذي أحدثته ثورة الخميني هو أن الحكام الجدد لإيران كشف عن طموحاتهم وأطماعهم في أراضي العرب عبر شعار تصدير الثورة، وجرى وضع المخططات وتوزيع الأدوار من خلال نسج توجُّه أيديولوجي مبني على إثارة النعرات الطائفية وتغذية العداء للأنظمة الوطنية بداعي الاختلاف؛ فطوال الثلاثين عاماً ونيف الماضية كان تتم تغذية هذا التوجُّه بمد فكر منغلق طائفي أخذ ينمو ويتسع وسط غفلة من دول المنطقة، حكومات ومجتمعات، التي لم تتصدَّ لهذه المخططات التي وضحت خطورتها وإفرازاتها المأساوية في كل الدول العربية، وبخاصة ما جرى في مملكة البحرين، وقبل ذلك في العراق ولبنان، وحتى في شمال اليمن، إضافة إلى إنشاء بؤر ومراكز لنشر الفكر العنصري الصفوي المرتبط بنظام طهران في دول عربية أخرى.
هذه المخططات والأفعال والفورة الطائفية ومحاولات تصدير الفكر الطائفي كلها يأتي خدمة لأطماع وتسهيل تنفيذ مخططات إيران، دون أن يغير من ذلك إن كانت إيران صفوية أو شاهنشاهية أو خمينية؛ فأرض العرب ظلت ولا تزال مطمعاً لحكام طهران.
JAZPING: 9999