كتب - عايض البقمي

استمر قطار دورة عز الخيل على مدى عقد ونصف العقد الوقود المشتعل والرافد الكبير لكل ميادين الفروسية بالمملكة التي يجوبها ليوصف بأنه الحدث الرياضي الفروسي الأبرز لكافة تلك الميادين المترامية الأطراف بالوطن الغالي والكبير.

وهذا ما أكده الحضور الجماهيري لكافة التصفيات المؤهلة لمونديال الميادين والشبيهة بكرنفال دبي والذي يتأهل بموجبه نخبة جياد العالم لكأس العالم ولذلك لم يكن من باب المفاجئة أن تحصد تصفيات دورة عز الخيل التي جرت عصر الأربعاء الماضي على أرض قلعة الإنتاج بالجنادرية تلك النجاحات من خلال الحضور الجماهيري الذي فاق كل التوقعات وفي طليعتهم راعي ذلك السباق الأمير سعود بن سلطان بن محمد وهو يبدي إعجابه بذلك الحضور قياساً بالأسماء الرنانة النخبوية والشابة التي اقتحمت أشواط كرنفال التصفيات وفي مقدمتهم بطل دربي سيارات البدر (المهر باتو) ووصيفه خامس كأس المؤسس المهر (سهم هذلول).

كل هذه النجاحات لهذه الدورة كانت متوقعة وفي ظل تحديث أنظمتها السنوية ولا سيما الأخيرة فقد جاءت في مصلحة المنتج السعودي وتلك التحديثات والمحفزات تحرك أسواق الخيل تجاه مهور المستقبل الواعدة والتي وصلت أسعارها إلى أرقام عالية. كما أن المؤشرات الإيجابية التي صاحبته قطار التصفيات منذ انطلاقته قبل شهرين وحتى ما قبل رحلته الختامية والتي ستكمل عقده العاشر بميدان الخفجي عصر غدٍ الأربعاء تأتي كنجاح آخر من خلال الإقبال المشاركاتي في تصفيات 2011 حيث بلغت عدد المشاركات لملاك الخيل في كافة مناطق ومحافظات المملكة من خلال أجيادهم أرقاماً قياسية جديدة ومقارنة بالموسم الماضي بلغت مشاركة 290 جواداً ونسبة تجاوزت الـ28% عن العام الماضي وجاء ميدان قلعة الإنتاج بالجنادرية في صدارة الميادين من حيث المشاركة الفعلية في التصفيات التمهيدية والتي بلغت 77 رأساً. وعلى الرغم من أن ميدان الخفجي هو أحدث ميادين الفروسية التي انضمت حديثاً بعد ترحيب وتوجيه راعي الدورة وداعمها صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير -وفقه الله- فإن المفاجأة السارة كانت تسجيل 57 رأساً في التصفيات التمهيدية التي ستقام عصر غد الأربعاء. الأكيد ومثلما أشرنا وبالأرقام الدامغة التي لا تتجمل فإن مكاسب دورة عز الخيل وبمثلهما أراد لها مؤسسها الأمير سلطان بن محمد وهي تضخ شرايين الحياة في كافة أوردة ميادين المملكة الـ10 ومنذ أكثر من 15 عاماً فإنها ساهمت أيضاً في توسيع قاعدة المشاركين في هذه الدورة ورسخت مفهوم الانتماء كهواية تحولت إلى مصدر رزق أساسي ولشريحة كبيرة من أبناء هذا الوطن وبعد أن أغدق عليها سلطانها بسخائيته المعهودة من خلال جوائزها النقدية (الكاش) والبالغة سنوياً ستة ملايين ريال والمؤكد أن هذه الدورة الفروسية باتت تمثل صرحاً كبيراً لأسمى معاني الإرادة الوطنية المساهمة والمخلصة ورافداً رياضياً مهماً يجسد واحداً من مواقف عدة للأمير سلطان بن محمد تجاه وطنه وقيادته الحكيمة وكان ابن بار ظل يدعم دورة الوطن بالغالي والنفيس وما زال -يحفظه الله- يواصل هذا المد السخي ومن جيبه الخاص ليصبح مع ختام النتيجة النسخة الـ16 بعد شهر من اليوم (82 مليون ريال ..بالتمام والكمال).