دأبت أسرة آل ماضي بحرمة في منطقة سدير والرياض ومناطق أخرى بالمملكة على إقامة حفل سنوي ومنح جوائز للمتفوقين من أبنائها وبناتها منذ ثلاثة وعشرين عامًا، حيث تعد هذه الجوائز السنوية من أقدم الجوائز الأسرية في المملكة. ومن يعرف عميد الأسرة الكريمة الأديب عبدالله بن عبد المحسن الماضي وبقية أفراد الأسرة لا يستغرب أهمية الجائزة ولا قدمها.
الجميل هو أن الاحتفال لا يقتصر على وجود أفراد الأسرة وأبنائهم وبناتهم، بل يحرص المنظِّمون على دعوة نخبة من الأدباء والمفكرين ورموز الثقافة في بلادنا، كما يقام برعايةِ من إحدى الشخصيات الرسمية أو العامة بالدولة، وهو ما يعد حافزًا للشباب ودافعًا لتحقيق المزيد من الطموح في سبيل التحصيل العلمي، وله مردود إيجابي في نفوس الناشئة. كما أنه دلالة على ما توليه هذه الأسرة الكريمة من تقدير للعلم، وما يُظهر مدى شغفهم به وتقديرهم للمتعلمين وحبهم لوطنهم الذي سيكون أبناؤهم وبناتهم من ضمن لبناته، والمساهمين في نهوضه وتقدمه، وما سيكون لهؤلاء الشباب وأقرانهم من دور فاعل في دفع مسيرة بلدهم نحو الرقي والتقدم.
كان الحفل لهذا العام 1432هـ الذي أقيم في مقر دارة الأسرة بحي الروابي بالرياض برعاية سمو الأميرة عادلة العبدالله بن عبدالعزيز، حيث قامت بتوزيع الجوائز على جميع المتفوقات، إضافة لتكريم السيدات المتميزات في الأسرة. وبرغم أنه يعد احتفالاً أسرياً، إلا أنه كان على مستوى عالٍ من العمل المنظم والترتيب وحسن الاستقبال والضيافة. وبرغم حضور سمو الأميرة وما يحاط به وجودها من ضيافة واهتمام خاص؛ إلا أن سيدات الأسرة بذلن الاهتمام لجميع الضيفات بنفس المستوى والعناية حتى تخال الضيفةُ أنها أميرة بما نالته من حفاوة وتقدير بالغين. ولعل التهذيب والرقي في التعامل والسماحة في خلق الأميرة أضفى أجواء حميمية على الحفل وهو ما تحمد عليه سموها، وما تشكر عليه أسرة آل ماضي العريقة التي اهتمت بأصول الضيافة على مستوى راقٍ لكل المدعوات، يضاف إلى حسناتها المتمثلة بالتميز في النشاط والبذل، وهو ما نرجو أن يكون قدوة لباقي الأسر السعودية الحبيبة.
والواقع أن ما يبعث على الإعجاب والتقدير ذلك الاحترام الراقي من لدن أسرة آل ماضي لكبيرات السن وعميدات الأسرة فيها برغم ضآلة تعليمهن والبساطة والعفوية في شخصياتهن، حيث جلسن بجانب سمو الأميرة وتبادلن معها أطراف الحديث، وكان سؤالهن المتكرر عن صحة الوالد وبث مشاعر الود له، وتحميلها السلام الخاص له وكأنه أحد أفراد الأسرة الصغيرة! وإذا عرفتم أن هذا الوالد هو خادم الحرمين الشريفين قائد هذه الأمة تدركون مدى قرب القيادة من الشعب! والجميل هو تعامل الأميرة عادلة مع أولئك السيدات بأدبها الجم، حيث كانت تغرف من صحن أمامها وتلزِّم على السيدات بتناول الأكل مصحوبًا بروح مرحة؛ مما بعث حقًا على الإكبار لشخصها المتواضع.
والحق أن المرء حين يرى مثل تلك المشاهد الإيجابية في الحفل يمتلئ قلبه فرحًا وحبورًا وهو يبصر الجهود الذاتية وتوزيع العمل والرغبة في إنجاحه، بعيدًا عن الأمور الفردية والمباهاة الشخصية، حيث بدت روح الفريق نابضة وحاضرة بقوة في جنبات الحفل.
فشكراً لأسرة آل ماضي لما تقوم به في سبيل العلم وتكريم المتفوقين والنابهين والمتميزين والعناية بأبنائها وبناتها من خلال منحهم جوائز التفوق العلمي للأسرة طيلة تلك السنوات بلا ملل ولا عجز ولا توانٍ.
وليس أروع من أسرة تفخر بتفوق أبنائها. ولا أفضل من أبناء يعتزون بعراقة آبائهم، وهذا هو التفوق.
www.rogaia.net