قبل أيام قامت تجمعات من الباسيج الإيراني، وهو تنظيم مسلح شكَّله النظام الإيراني لقمع المعارضين ومساندة تحركات الأجهزة الأمنية.
هذا التنظيم الإرهابي قام قبل أيام بمهاجمة القنصلية السعودية في مشهد، وحاول اقتحام القنصلية للاعتداء على الدبلوماسيين السعوديين الذين تلقوا سيلاً من الشتائم، وأُلقي عليهم مئات القناني الفارغة، وظل أعضاء هذا التنظيم الإرهابي يحاصرون القنصلية إلى أن جرى فض الحصار بعد أن اعتقد المهاجمون أنهم حققوا غرضهم بإرهاب الدبلوماسيين السعوديين.
هدف الباسيج الإيراني والسلطات الإيرانية التي وجهتهم إلى ارتكاب مثل هذا العمل معروف وأهدافه واضحة، ولكن الذي استرعى انتباهي وما حبذت الإشارة إليه خصوصاً بعد وصول رسالة من أحد القراء يشير إلى الموضوع.
الموضوع يتلخص بوجود قنصلية تابعة للمملكة العربية السعودية في مشهد في شمال إيران، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تقيم المملكة العربية السعودية قنصلية في مشهد، وهي التي لم تُعرف بنشاط تجاري أو اقتصادي..؟!
الجواب بكل بساطة، ولمن لا يعرف أسباب وجود قنصلية سعودية في مدينة مشهد، فهذه المدينة تضم مرقد الإمام الرضا، وأن هذا المرقد يقوم أبناء الطائفة الشيعية بزيارته وتُسمى ب (الزيارة الرضوية)، وأن كثيراً من أبناء الطائفة الشيعية في المملكة العربية السعودية، يؤدون هذه الزيارة، وتكريماً لهم ولأن الدولة السعودية تنظر لأبنائها بعين المساواة قامت بافتتاح القنصلية السعودية بمشهد لرعاية مصالح السعوديين الذين يزورون المدينة، ولم تفتتح قنصلية في الأحواز حيث الأكثرية العربية، ولا في المناطق السنية في بلوشستان أو كردستان أو بندر تركمان.
قنصلية سعودية في مشهد لخدمة أبناء الطائفة الشيعية، ومع هذا يُهاجم الموظفون والدبلوماسيون السعوديون من الإرهابيين الباسيج، وتتهم المملكة العربية السعودية بأنها دولة تضطهد الأقليات، وهي التي تخصص القنصليات وترسل الدبلوماسيين لخدمتهم وحمايتهم ممن يدّعون حماية الشيعة، وهم الذين يدفعون بهم إلى التهلكة.