لقد كان يوم الجمعة الماضي الموافق 13-4-1432هـ يوماً مشهوداً في تاريخ المملكة العربية السعودية، مملكة الإنسانية، مملكة الأمن والأمان، مملكة الخير والعطاء، مملكة العلم واحترام العلماء..
إن احتفاء بلادنا قيادة وشعباً بسلامة خادم الحرمين الشريفين وعودته لهو شكر للمولى عز وجل على ما امتن به علينا من نعم، وعرفان بالجميل لمن يقود هذا الكيان الشامخ، ودرس لتعميق مشاعر الوطنية والانتماء لجيلنا والأجيال القادمة.
ففي الوقت الذي تمور فيه الأرض وتضطرب من حولنا مطالبة قادتها بالرحيل فإن بلادنا تغمرها الأفراح مرحبة بلقاء الأحبة ثابتة أركانها راسية أوتادها بقيادة خالطت محبتها الأرواح والأجساد وفي ذلك مدعاة للاعتزاز والفخر بهذا التلاحم والتواصل الفريد بين القيادة والشعب. إن لهذه القيادة الرشيدة علينا حقاً واجباً يتجدد كلما تنسمنا هواء الرخاء وكلما عايشنا الأمن الذي تفتقده الكثير من شعوب العالم، وإن لهذه القيادة حقاً علينا أن نفخر بها ونباهي كيف لا وهي محط احترام العالم ومضرب الأمثال في السعي لرفاهية شعبها.
إن هذه المحبة الغامرة لمولاي خادم الحرمين الشريفين منبعها إحساس الشعب السعودي بأبوته الحانية، وتواضعه الجم، ورحمته برعيته، والإيمان الراسخ برغبته الأكيدة والصادقة في تحقيق غايات وطموحات شعبه والسير بهم نحو النماء والازدهار وهذا ما تجلى في المشاريع الإنمائية العملاقة التي بدأت في عهده الزاهر في مختلف المجالات، وفي القرارات الملكية الكريمة الهادفة إلى ذلك.
فالمملكة منذ تأسيسها على يد موحدها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وأبناؤه من بعده - رحم الله ميّتهم ومتعّ حيهم بالصحة والعافية- والمملكة تسير على نهج القران دستورا، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجا وأسلوب حياة، وما بذلوه من خدمة للأمة الإسلامية وخدمة للحرمين الشريفين وما يسروه لإتمام الركن الخامس من أركان الإسلام، وما قدم من خدمات للمشاعر المقدسة، وما بذله أولئك الملوك من خدمات للإسلام والمسلمين كطباعة المصحف الشريف والدفاع عن الإسلام والمسلمين في كافة المحافل الدولية، وما قدم من خدمات داخلية وخارجية.
ويعظم ذلك أيضا ويستوجب أكثر إذا كان السلطان أو الملك بقدر ومكانة ومنزلة وعطاء الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ذلك الملك الذي سخر كل الإمكانات وجميع الوسائل وواصل البناء لخدمة الحرمين والمشاعر المقدسة وما قدمه من خدمات للعالم بأسره وحاول بكل جدارة واقتدار أن يجمع كلمة العالم إلى كلمة سواء وحاول محاورة العالم وتقريب وجهات النظر والتعريف بالإسلام وذلك من خلال حوار الحضارات حماية للإسلام وأهله لما حاول أعداء الإسلام تشويهه والإساءة إلى معتنقيه.
وما قدمه خادم الحرمين الشريفين من خدمات داخلية وإقليمية ودولية، وما قدمه ويقدمه لأبناء المملكة من وسائل العيش الكريم، حتى غدت المملكة اسما حاضرا في كثير من المحافل العالمية.
واهتمامه - حفظه الله - بالعلم والمعرفة أمرٌ ظهرت آثاره للعيان، ونرجو أن نرى قطف ثماره قريباً بإذن الله.
نسأل الله لبلادنا الأمن والإيمان، وأن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(*) معلمة رياضيات وطالبة ماجستير في جامعة الملك سعود