لم يكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في يوم من الأيام بعيداً عن قلوب شعبه أبداً، إنما يزداد حبه في قلوبهم يوماً بعد يوم، إنه ملك القلوب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. لقد كانت الألسن تلهج بالدعاء، والقلوب تخفق بحبه، والأكف تُرفع للمولى
- عز وجل - بأن يطيل اللهُ في عمر هذا الملك المحبوب. لقد كان قلبه دائماً يشقى بهموم شعبه، صغيرهم وكبيرهم، وغنيهم وفقيرهم، موظفهم وعاطلهم، كان همه أن يُرضي جميع فئات شعبه على اختلاف أطيافهم، وكانت الأوامر الملكية بحق خير ما يُعبّر عن ذلك؛ فهي قد عمَّت أطياف شعبه كافة من موظف وعاطل ومتقاعد وطالب، وكذلك من هم خلاف ذلك ممن يستفيدون من الضمان الاجتماعي؛ فكانت تلك الأوامر بحق تُعبّر عن اهتمام القائد بما يلامس حياة شعبه كافة، ويرفع من رفاهيته، كذلك اللفتة الكريمة لدعم جمعيات تحفيظ القرآن وترميم المساجد، وكذلك الإفتاء وهيئة كبار العلماء الأجلاء الذين حفظ لهم حقهم من الاحترام والتقدير.
إنَّ الأوامر الملكية الكريمة جسَّدت وفاء حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في شخصه الكريم - حفظه الله ورعاه وأمد في عمره وألبسه لباس الصحة والعافية وسمو ولي عهده الكريم والنائب الثاني - على تلاحم القيادة مع الشعب وتلاحم الشعب مع القيادة في مشاعر ود وحب متبادلين بين الشعب وقائده، في مظاهر قَلّ أن تجد مثلها في هذا العالم أو أن تجد قائداً يحظى بمثل ما يحظى به سيدي خادم الحرمين الشريفين من أبناء شعبه الأوفياء الذين ضربوا أروع الأمثلة بالحب والوفاء لهذا البلد المعطاء حين ردوا على مريدي الفتنة والفوضى بهذا البلد بأروع صور اللحمة من علماء وخطباء ومشايخ ومثقفين بوحدة وطنية بين أفراد وأطياف هذا المجتمع؛ حيث وقفوا وقفة الوفاء من هذا الشعب الذي عبّر عن اللحمة الواحدة، التي قوبلت بوفاء مماثل من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني؛ حيث قدموا الشكر لهذا الشعب العظيم عبر تلك الأوامر الملكية الكريمة، التي كان لها أعظم الأثر في نفوس هذا الشعب الكريم؛ فعمَّت مشاعر الفرح والامتنان والولاء أنحاء الوطن الغالي.
فبينما نرى المظاهرات من حولنا في بعض الدول يتظاهرون ضد الحاكم، والمطالبة له بالتنحي، نرى - والحمد لله - في هذا البلد مظاهر التأييد والحب والوفاء تلقائية تملأ الشوارع من أبناء هذا الشعب، صغيرهم وكبيرهم، شابهم وكهلهم، رجالهم ونساءهم، رافعين صور قائدهم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه -. أسأل الله جل في علاه أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، وأن يحفظ هذه البلاد من كل سوء ومكروه، وأن يرد كيد مَنْ أراد بها سوءاً إلى نحره، وأن يديم علينا نعمة الإسلام ونعمة الأمن والأمان. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.