فيما يلي نص خطبتي جامع الجوهر بحي الناصرية ليوم الجمعة الموافق 13-4-1432هـ وخطيبه عبدالعزيز راشد الطهطام
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} عباد الله إن الأمن والاستقرار مطلب رئيسي من مطالب الحياة فكم هي نعمة أن ننشأ في أمن وأمان وطمأنينة واطمئنان وسلم وسلام وكم هي نعمة أن ننشأ في بلد يحكم بشريعة الإسلام ويخدم الحرمين والسنة والقرآن وقد فتحنا أعيننا في بلد الإسلام ومأرز الإيمان، ترعرعنا في وطن العز والأخلاق والسؤدد والفضيلة مساجدٌ للعبادة والجوامع، ودور لتحفيظ القرآن والسنة ومنافع مؤسسات للخير وجمعيات للإحسان والبر نعم كثيرة ومنن كبيرة حق علينا رعايتها وواجب علينا حياطتها لتتحقق لنا ثمرة الإسلام ونجد في ظلها مع أنفسنا وأهلينا ومجتمعنا ووطنا الأمن والسلام عباد الله في ظل هذه الفتن القائمة والمحن العارمة والتي اجتاحت بعض الدول والمجتمعات العربية الإسلامية يرى الإنسان عبرة وعظة من آثار الفتن السيئة أو نتائج المحن الوخيمة من سفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال ونهب الثروات وتعطيل المصالح وحلول المفاسد وتدخل الأعداء وتسلط الخبثاء يثبت هذه الأحداث كم لنعمة الأمن من قيمة ولمنحة الاستقرار من قدر إن ما حدث في مصر وليبيا وتونس من مظاهرات ضد الظلم والطغيان والأوضاع السيئة كان له الحق في ذلك، وعلماء تلك البلاد أدرى بحالها وما يصلحها كان الله في عونهم ونصرهم على عدوهم نسأل الله أن يحفظ تلك الشعوب وأهلها وعلماءها وأن يظهر الحق فيها أما بلدنا المملكة العربية السعودية فلزوم الطاعة أمر لا يقبل النقاش ولا يحتمل الخلاف ولا يتطرقه شك ولا ارتياب فلا نزع يد من طاعة ولا لشرذمة أن تخرج وتشذ عن الجماعة ومن فعل فقد وقع في ذنب عظيم وجرم كبير إن موقف المسلم الحق أمام هذه الموجات العاتية من الشر والفساد يحدده الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سأله حذيفة بقوله فما تأمرني إن أدركني ذلك أي زمن الفتن وزمن الدعاء على أبواب جهنم قال صلى الله عليه وسلم تلزم جماعة المسلمين وإمامهم أخرجه البخاري في صحيحه فالواجب علينا أن نلزم جماعتنا وإمامنا ونقوي جبهة ذلك ونكفر سواده فالجماعة عسرة من الزلل والشقق والانحراف قال عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الثانية
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد: عباد الله سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- عن المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام ولولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً أو في سبيل الله فأجاب -رحمه الله- لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكن أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ويقول -رحمه الله- والأسلوب الحسن من أعظم الوسائل ليكون الحق والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمظاهرات ويلحق بهذا الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة ويقول -رحمه الله- فإن ما سمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم المظاهرات واحتجاجات على ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له فإن هذا من شق عصى الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات على إمامهم هذا وصلوا وسلموا على البشير النذير كما أمركم الله بذلك في كتابه حيث قال «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما» اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك يا ذا الجلال والإكرام اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وعليك بأعداء الدين يا حي يا قيوم اللهم من أرادنا وأراد بلادنا والمسلمين بشر فاجعل كيده في نحره يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم أغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم أرحم ضعفنا اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك يا حي يا قيوم اللهم احفظ علينا أمننا وإيماننا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم أصلح ولي أمرنا اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الحق يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم على نبينا محمد.