من العبث أن تشق الأرض هذه الأحداث بغتة،.. وبهذا العنفوان،..
ويقال إنها نبتة شيطان، وسوس في الصدور، للنفوس فهاجت،..
إذ من المؤكد أن بذورها كانت قد زرعت من قبل..
وجاء ما أو «من» حرك تربتها، فخرجت مزهوة بنباتها الشوكي،..
تخز كل ما تلاقيه، وتجرح أي سطح، وفضاء..،
تدكه بمتاعها الناري..
من العبث، أن لا يتأمل، ويتفكر الناس في «كيف» ستكون أيامها القادمة، هذه البقع من الأرض،
المصطلية في مشهد العرض..
من العبث، أن لا يكون في أولويات واجبات المربين، أمر البحث عن أساليب،..
ووضع خطط، لسلامة النفوس، من مغبات الاكتئاب الذي ستتعرض له،..
حصاد أحداث المرحلة..
من العبث أن يعيش كائن فوق الأرض، في برج عاجي، يقصيه عن إحساسه كيفما كان، بما يجري..
من العبث، أن يُنظر إلى أن هذه المشاهد المتلاحقة في عبثيتها عابثة..
من العبث، الصمت عن العبث سنوات، تفوق أرباع القرون،..
ثم تنقلب الأرض على ظهرها..
دون فتيل..
أيا كان، ومن أين يجيء..
والتقويم تخلو فيه خانات زمنه، ووقته
الشعوب واعية، فأين كان وعيها..؟
والشعوب قادرة فلم تأخرت قدراتها..؟
والشعوب من حقها، فلم طال بها الصمت بها..؟
أعبث أن تصبح قدرات الإنسان للإنسان..؟
وأن توظف مقدرات وطنه له..؟
وأن يشرع فضاؤه لنبضه، ولفكرته،
دون أن تكون الأرض من تحته سجونا..؟
والمنبر من أمامه معتقلا..؟
والصراحة منه رمح في عنقه..؟
والتعبير عنه قفل لشفتيه..؟
والخوف له رفيقه..؟
والأرق في ليله سديمه..؟
والغضب في صدره سريره..؟
حتى إذا ما انبثقت شرارة في الأقصى عن غربه، أو شماله، جنوبه، أو شرقه
أضرمت في وقته الفتيل فخرج ماردا في غضبته..؟
أو ليس هذا المشهد التاريخي على أرض العرب المسلمين من عبثيات المفارقات، بأسبابها الدفينة، أو الظاهرة..؟ الكثيرة الغالبة، أو القليلة السالبة..؟
هذه العبثيات، أشد ما فيها إثارة للدوار، هم أولئك المتشبثون بالكراسي،
من ران على قلوبهم حبها، وسلبهم نور البصيرة..
فساد عبث الدم والدمار، وقويت سطوة العابثين،
والعائثين معا..
وليس من العبث ذلك الحزن،
الذي سيعمر أزمانا باطن الإنسان،..
ووجه الأرض.