لا تتوقف إدارات مطاراتنا، في وضع الآليات المتلاحقة، لتنظيم عمليات دخول سيارات المودِّعين أو المستقبلين، بحيث لا تتسبب هذه الآليات في إحداث ربكة مرورية، خاصة مع وجود سيارات الليموزين وسيارات الأجرة التي يقودها مواطنون لا يملكون مصادر للعيش غيرها. وأنا شخصياً قد أتفق مع أية آلية، بشرط ألاَّ تظلم سائقي سيارات الأجرة. وفي الغالب، فإن هذه الآلية لم تجد طريقها لمطار الرياض أو جدة أو الدمام، أو حتى تبوك أو أبها أو نجران.
هناك مشكلة كبيرة في هذا الشأن. لا أحد لديه الجرأة، في أن يقول: لنعطِ هذا الكهل المسكين فرصة ليعيش بكرامة. لنرشده للطريقة و التنظيم الذي يجب أن يتبعه، ثم لنفتح الطريق الأول له. ولم لا؟! سائق الليموزين الأجنبي، يستطيع أن يعيش بطريقة أو بأخرى، ليس هناك خوف عليه. هو إما يعمل في شركة، تدفع له راتبه، أو أن أنظمة المرور وأنظمة وزارة النقل السائبة، ستتيح له الحصول على رزقه الوفير. أما أخونا أو أبونا، فمن سيكون، بعد الله معه؟! هل هي شركة التقسيط التي اشترى منها السيارة؟! أم محطة البنزين التي تحرق جيبه؟! أم « ساهر « الذي يهدده؟! أم إيجارالبيت الذي يلاحقه؟! أم مصاريف العيال والمقاضي والديون والأدوية والمدارس والفواتير؟!
يجب أن نتحلى، من اليوم وصاعداً، بمزايا النظر الواسع الأفق. علينا أن نصدر التنظيمات التي تضع مصلحة المواطن (سائق الليموزين أو الطبيب)، فوق كل شيء. فهذا المواطن أحب الوطن، ويريد من الوطن أن يحبه.