أجرى الحوار - علاء سعيد :

رغم اعتزاله كرة القدم منذ أكثر من 10 سنوات، إلاّ أن الاتحاديين الأوفياء مازالوا يتذكرون تضحيات أبرز قائد للفريق الكروي في تاريخ النادي العريق الذي يمتد لأكثر من 85 سنة، فقد ضحى هذا النجم بماله ونفسه من أجل أن يكون الاتحاد دائماً في القمة.. لقب هذا النجم الخلوق بالعديد من الألقاب كان أقربها لقلبه (السد العالي) كما أنه يعتبر واحداً من اللاعبين القلائل الذين دعموا النادي مادياً، رغم أنه لم يعاصر عالم الاحتراف كثيرا، وكانت المرتبات الشهرية في تلك الفترة لا تتجاوز 5000 ريال تقريباً وذلك حينما مر النادي بمأزق مالي.. إنه قائد الاتحاد الأسبق أحمد جميل الذي فتح قلبه (للجزيرة) وتحدث بصراحة متناهية وذلك في ثنايا الحوار التالي:

في البداية .. نود أن نعرف لماذا تأخر مهرجان اعتزالك كل هذه المدة رغم أنك اعتزلت منذ أكثر من 10 سنوات ؟

- تأخر لأسباب معيّنة أحتفظ بها لنفسي مع الأشخاص الذين تعمّدوا تأخير مهرجان اعتزالي من فترة إلى أخرى إلا أنني سعيد في الفترة الحالية بوفاء الاتحاديين معي وإقامة مهرجان الاعتزال.

من هم هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يعارضون في كل فترة إقامة مهرجان اعتزالك ؟

- لن أجيبك على هذا السؤال وسأحتفظ به لنفسي خاصة وأنني في هذا الأيام أعيش أجواء احتفالية لا أريد أن اتذكّر الماضي أو أن أصفي حساباتي مع أي شخص.

متى بلغت رسمياً بأنّ مهرجان اعتزالك سيقام في الخامس والعشرين من شهر مارس الحالي؟

- تلقيت هذا النبأ قبل 8 أشهر من الآن وبالتحديد في فترة رئاسة الدكتور خالد المرزوقي الذي وعدني بإقامة مهرجان اعتزالي، وبصراحة بعد ان قال لي المرزوقي ذلك تأكد تماماً بأن اعتزالي سيقام لا محالة خاصة وأنه رجل معروف بصدقه ووفائه، ورغم أنه ترك الرئاسة إلا أنه قام بمحاولات كبيرة لإقامة المهرجان، وليس أمامي حالياً سوى تقديم كلمات الشكر التي يعجز لساني عن ذكرها جميعاً لهذا الرجل الوفي، كما لا أنسى مسؤول الاسثتمار في نادي الاتحاد المهندس فراس التركي الذي هو الآخر قام بجهود كبيرة والإدارة الحالية برئاسة المهندس إبراهيم علوان.

هل اختيار فريق طرابزون التركي جاء برغبتك الشخصية أم أنه ضغط عليك من قبل اللجنة المنظمة ؟

- بالعكس تماماً فكل الأمور التي تم ترتيبها كنت مطلعاً عليها لحظة بلحظة، وعن اختيار طرابزون التركي فقد جاء برغبة شخصية مني كون هذا الفريق يمتلك شعبية كبيرة في المملكة، بالإضافة إلى أنه متصدر الدوري التركي في الفترة الحالية ويعتبر واحداً من أعرق الأندية في تركيا ولهذا وقع الاختيار عليه.

من هو الشخص الذي تكفل بإقامة مهرجان اعتزالك وتحمل كل هذه التكاليف؟

- بالطبع إدارة النادي هي التي تكفلت بهذا المهرجان.

نود أن نعرف كم هي المدة التي ستلعبها في مباراة المهرجان.

- ضحك قليلاً ثم قال: أتمنى اللعب في المباراة بشكل كامل لكن لياقتي الحالية من المستحيل أن تجعلني أركض لمدة 90 دقيقة لكن حتى الآن أنا حددت مبدئياً 25 دقيقة، وربما تزيد أكثر لو وجدت نفسي قادراً.

نبتعد قليلاً عن مهرجان اعتزالك.. ونود أن نعرف لماذا أنت مبتعد عن النادي في الفترة الماضية ؟

- لأنني قضيت معظم حياتي في الملاعب في المعسكرات الطويلة سواءً مع المنتخب أو الاتحاد وبعد اعتزالي الكرة كان لا بد أن أتفرغ لعائلتي التي لها الحق في أن أكون معها ولهذا كان ابتعادي في الفترة السابقة لكن لحبي وعشقي للاتحاد كنت أتابعه أولاً بأول عبر (شاشات التلفاز) والصحف اليومية.

بعد اعتزالك هل سنشاهدك مدرباً في الاتحاد أم ستتجه مثل باقي النجوم إلى استديوهات التحليل الفني ؟

- لم أفكر في هذه الجوانب حالياً فما يشغل بالي هو نجاح المهرجان وبعدها سيكون لي الرد على هذه التساؤلات التي طرحت أكثر من مرة.

* نعود بك إلى الوراء لماذا اعتزلت الكرة رغم أنك كنت قادراً على العطاء خاصة وأنك كنت لاعباً أساسيا في الفريق ؟

- كلامك صحيح لكن الإصابات المتعددة التي تعرضت لها جعلتني لا أستطيع إكمال المشوار خاصة بعد الإصابة القوية التي تعرضت لها أمام الوحدة في مكة المكرمة من أحد لاعبي الوحدة.

ما هي أبرز الذكريات التي تحملها في تاريخك الطويل ؟

- بصراحة سؤالك يحتاج الكثير من الوقت للإجابة عليه خاصة وأنني قد عشت أياماً جميلة جداً في الملاعب سواءً مع المنتخب الوطني أو النادي وتعتبر أجمل الذكريات مع المنتخب هو إحرازي الهدف بالرأس أمام منتخب كوريا الجنوبية الذي ساهم في تأهل المنتخب لأول مرة لنهائيات كأس العالم في أمريكا 1994م.

أما عن ذكرياتي مع الاتحاد فكان بلا أدنى شك تحقيق الثلاثية الشهيرة في عام 1997م في عهد رئاسة طلعت اللامي حيث إن تلك الثلاثية تعتبر حدثاً فريداً من نوعه، كما أن الحدث الثاني مع الاتحاد كان في عهد الرباعية عندما حققنا 4 بطولات كان أبرزها الآسيوية التي تحققت لأول مرة في تاريخ نادي الاتحاد بالإضافة إلى كأس الأندية الخليجية التي هي الأخرى لأول مرة.

بما أنك ذكرت البطولات والإنجازات لنادي الاتحاد.. ما هو رأيك في الاتحاد الموسم الحالي وهو يفقد بطولة تلو الأخرى؟

- أمر الاتحاد في الوقت الحالي محير فالمستوى الفني متذبذب من مباراة إلى أخرى ففي مباراة نجد الاتحاد يقدم أجمل المستويات الكروية وفي مباراة أخرى نجد العكس من خلال تقديم المستوى غير الجيد، وأعتقد من وجهة نظري بأن المدربين يتحملون المسؤولية الكبرى وذلك لما يقومون به من أفكار كروية من خلال الطرق التكتيكية والتغيرات الغريبة التي تحمل فمثلاً مباراة الكلاسيكو الأخيرة أمام الهلال كان ينبغي على الاتحاد أن يلعب بمهاجمين بدلاً من مهاجم واحد ولهذا وجدنا الفريق يقدم مستوى فنياً جيداً في منتصف الملعب إلا أن نهاية الهجمة تكون سيئة لعدم وجود المهاجم الثاني.

لكن بصراحة أصبحنا نشاهد المدربين يحضرون للاتحاد لمدة شهور قليلة ثم يغادرون.. من وجهة نظرك ما هو السبب؟

- بالطبع هناك أسباب لا أعلم عنها كثيراً إلا أن الشيء الوحيد الذي استطيع أن أفسره هو أن اللاعبين غير متأقلمين مع ذلك المدرب الذي حضر إليهم وهذا ما حدث مع المدرب البرتغالي مانويل جوزيه الذي حضر في بداية الموسم وقام بفسخ عقده بشكل غريب والقيام بعد رحيله بوصف اللاعبين بأنهم (عواجيز).

بحكم مشاهدتك للاعبي الاتحاد هل بالفعل هم عواجيز وغير قادرين على تقديم المستويات المميزة مثل السابق ؟

- يا عزيزي لعبة كرة القدم لا تعتمد على العمر بل تعتمد بالشكل الرئيسي لما ستفعله معها داخل الملعب وحسب ما أشاهد أمامي من لاعبي الاتحاد الحاليين بأنهم لاعبين ليسوا كما ذكره عنهم المدرب مانويل جوزيه بأنهم لاعبون عواجيز فإذا كان كلامه صحيحاً فكنا شاهدنا الاتحاد في مؤخرة الدوري بالإضافة إلى الخسارة من مباراة إلى أخرى إلا أننا نشاهد الاتحاد حتى الآن لم يخسر في أي مباراة بالدوري وهذا أكبر دليل بأن اللاعبين يقدمون مباريات متميزة ويعتبر كلام جوزيه مردوداً عليه.

في ظل الكوكبة من لاعبي الاتحاد الحاليين من هو أفضل لاعب تجده في الفريق حالياً ؟

- من الصعب تحديد لاعب دون الآخر وذلك كون مستويات اللاعبين جميعهم متقاربة من ناحية الأفضلية والنجومية إلا أنني أشاهد بأن قائد الفريق محمد نور يعتبر من أميز اللاعبين بالإضافة إلى باقي زملائه اللاعبين أمثال (نايف هزازي وأسامة المولد وسعود كريري وغيرهم من اللاعبين الآخرين).

ما هو رأيك في لاعبي الاتحاد الأجانب الموجودين في الفريق حالياً ؟

- لا يوجد فيهم سوى المحترف الجزائري عبد المالك زياييه الذي يعتبر واحداً من أميز اللاعبين الأجانب في الفريق وذلك نظراً لما قدمه مع الفريق في الموسم الحالي والماضي أما باقي اللاعبين - البرتغاليان نونو آسيس وباولوجورج - فالاتحاد أكبر من هؤلاء اللاعبين الذي يعتبر مستواهم عادياً جداً وهم غير قادرين على صنع الفارق الفني للفريق، أما عن المحترف العماني أحمد حديد فلم نشاهده الموسم الحالي بسبب عدم قناعات المدربين البرتغاليين بمستواه بعكس المدرب الذي جلبه الأرجنتيني غابريل كالديرون والذي قدم معه حديد أجمل مستوياته الكروية مع الاتحاد وكان واحداً من أميز اللاعبين في الفريق.

كلمة أخيرة لمن توجهها ؟

- إلى جماهير نادي الاتحاد التي وقفت معي كثيراً سواءً كلاعب أو بعد اعتزالي كرة القدم وهذه الجماهير الاتحادية يعتبر معدنها أصيلاً، كما أشكر أيضاً الدكتور خالد المروزقي على ما قام به معي بالإضافة إلى المهندس فراس التركي ولكل الأشخاص الذين ساهموا في إنجاح مهرجان اعتزالي، كما أخص بالشكر ل صحيفة (الجزيرة) على تغطيتها المتميزة لمهرجان اعتزالي ولا أملك في النهاية سوى قول (شكراً للجميع).