Friday  25/03/2011/2011 Issue 14057

الجمعة 20 ربيع الثاني 1432  العدد  14057

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

مائة عام من العزلة».. «الحب في زمن الكوليرا».. «غانياتي الحزينات».. هذه بعض إبداعات روائي هز العالم بما كتب، لم تكن نوبل هي التي حملته للعالمين بل ما كتبه لينالها هو شاهد على الإرث الأدبي العظيم الذي تركه ليغير به وجه العالم ولو قليلاً، وليسكن فكر الكثيرين، وفي هذه اللحظات التي دفعتني لأكتب عنه كنت قرأت رسالته التي كتبها في عزلته التي فرضها عليه المرض الذي لم يستسلم له يومًا بل حاربه بجرعات من المحبة والكتابة وها هو يستمد حبر رسالته من عشقه لحياة تمنى أن تطول به.

«سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقًا متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق».

يا أيها الحب الذي تهدهد موج القلب.. وتفتح نوافذه للحياة، أيها الحب الذي باسمك نحيا ونموت ونسعد، أيها الحب الذي نرسم بملامحك خارطة الحياة التي نشتهي، ونعبر بك اليم للضفة الأخرى، لأنك إكسير الحياة فأنت درعنا من الشيخوخة ومن الكسل ومن الموت، أنت يا حب ترياق الحياة، فامنحنا هدأة البال والطمأنينة، واسكن القلوب التي غلفتها القسوة وتلك التي لا نوافذ لها، أيها الحب امتطي صهوة القلب، واصهل كالحياة، انهمر كالغيم لتروي القلوب العطشى لك فينبت نوارها ووردها وتزهر أشجارها.

«لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراك فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ، ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارسًا لروحك، لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها لقلت.. أحبك ولتجاهلت بخجل أنك تعرفين ذلك».

لنهتف إذا لمن نحبهم.. أنكم الأغلى، ولنملأ أحداقنا بهم، ولتمتلئ بهم سلال القلب، ليكونوا مواسم الفرح وبهجة الحصاد وقناديل السماء.

ماركيز.. أيها الأديب الذي ملأ الكون صداه، وسكبه الحبر حياة باقية، من قال إن العظماء يمكن أن تأفل شمسهم أو يدثرهم التراب؟!!

أنت صدى الريح المسافرة تحمل ذاكرة الصحاري وأنين السراب وبهجة الأرض لدمع السماء، أنت عطر المحبرة حين تنفذ من خلالها روحك لتعلق ببياض السطور فتقرع كلماتك كمآذن العيد، الحياة لك والحب دربك ولنا الكلمة وما نثرت من حروف وأدب ندور في فلكك حتى نسعد بفكرك.

من رسالة ماركيز:

لو شاء الله أن يهبني شيئًا من حياة أخرى

فإنني سوف أستثمرها بكل قواي

ربما لن أقول كل ما أفكر به

لكنني سأفكر حتمًا في كل ما سأقوله

سأمنح الأشياء قيمتها

لا لما تمثله، بل لما تعنيه

سأنام قليلاً وأحلم كثيرًا

مدركًا أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا

تعني خسارة ستين ثانية من النور.

maysoonabubaker@yahoo.com
 

الأشرعة
رسالة ماركيز إلى العالم
ميسون أبو بكر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة