من أسباب ضعف الأمة اختلاف الآراء وتباين المذاهب واتباع العقائد المستوردة الهدامة، والتي مع الأسف تحظى بدعم كبير من منابر إعلامية مضللة محسوبة على العرب، إنّ اتباع الأفكار الباطلة يمثل الضعف والهوان بين أفراد المجتمع الواحد ويكون سبباً في تفريق صفوفهم ، وأعداء الإسلام يريدون لهذه الصفوف الضياع والتشتُّت.
لهذا فقد تداعى علينا الأعداء وألقوا بيننا العداوة والبغضاء وأثاروا الضغينة والشحناء، وقد حذر رسول الله عليه الصلاة والسلام من ذلك عندما قال يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعي الأكلة على قصعتها: وقال ثوبان مولى رسول الله لقد سألناه عليه الصلاة والسلام قلنا يا رسول الله أمن قلة؟ قال يومئذ كنتم كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع الله المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن، إن هذا التحذير يدعونا إلى توحيد الصفوف ووضع مناهج تربوية وتعليمية لتخريج أجيال متجانسين تفكيرهم موحد وأهدافهم واحدة، وان الدين الحنيف يؤكد على الوحدة قال تعالى (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (52 سورة المؤمنون)، وكذلك يجب علينا تجنب كل أسباب التناحر والفرقة وأن نبطل بوحدتنا وتلاحمنا كل القنابل الموقوتة حتى لا يفجرها الأعداء متى أرادوا!!
وليس عيباً أن نعالج كل قضايانا بكثير من الحكمة وواجبنا يحتم علينا الوقوف في وجه الصولة الجامحة للتغريب والإلحاد وعلينا نحن أبناء هذا البلد الطاهر مسؤولية النهوض برفعة الإسلام والمسلمين ونحن قدوة حسنة بحول الله، نساهم في رفع بيارق الأمل التي تبشر بانجلاء الغمة وعودة المسلمين جميعاً إلى ما هم أهل له من القوة والعزة والكرامة وقهر الأعداء وتحمل المسؤولية. إننا نرفض رفضاً قاطعاً ان نكون أتباعاً للأعداء ونرفض الخنوع لأن عقيدتنا تمثل العدل والمساواة ولأنّ أخلاقنا القرآن فإننا كمجتمع سعودي ممثلاً في رجاله ونسائه كباره وصغاره لا يقرون على الإطلاق زعزعة أمن بلادهم واستقرار أهله، ساروا بكل الفخر خلف قيادتهم الرشيدة تاركين للأعداء أحلامهم وآمالهم الباطلة، لأننا ندرك جميعاً أنه لا قيمة للإنسان بدون وطنه ولا قيمة للوطن بدون أهله، إن العالم بأسره يشهد لوفاء هذا المجتمع ومكارم أخلاقه: أما نحن فقد استبشرنا بكل الأوامر الملكية من خادم الحرمين الشريفين مؤكدين أن هدفنا هو الولاء والوفاء والطاعة لله ثم للرسول ثم لولاة الأمر مؤكدين أن وطن الجدود يحتاج للتضحيات والصمود.