لم يكن يوم الجمعة الموافق للثالث عشر من ربيع الأول لعام 1432هـ يوماً عادياً لشعب المملكة العربية السعودية، فقد كان يوماً مشهوداً حين أطل علينا قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - وأثلج صدورنا بتلك السياسة التي تسير على خطى ثابتة، فلا خيار لنا إلا بالتمسك بالعقيدة الصحيحة، والتكاتف حول هذه القيادة الراشدة التي أتحفتنا بقرارات استراتيجية رائعة لم تقتصر على جانب واحد من جوانب الحياة بل كانت عامة وشاملة، وحملت الخير لهذا الشعب الكريم في كل المجالات وفي كافة الميادين، وطرقت كل باب، وشعر بها كل أسرة وكل فرد من أبناء هذا الوطن الغالي، فبدءًا من الاهتمام بكتاب الله (دستور هذا البلد الطاهر) وحفظته وبالمساجد والفتوى والدعوة الإسلامية وهيئة كبار العلماء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مروراً بدعم قواتنا المسلحة وقوات الأمن، والصحة والتعليم والعمل والإسكان وصندوق التنمية العقارية، وانتهاء بالباحثين عن العمل بتقديم دعم شهري لكل واحد منهم وصرف راتب شهرين لموظفي الدولة ومكافأة شهرين لطلاب وطالبات التعليم العالي، إضافة إلى تحديد حد أدنى لرواتب كافة العاملين في الدولة من السعوديين، كما اشتملت الأوامر الملكية على قرار بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد المالي والإداري ترتبط بخادم الحرمين الشريفين - يحفظه الل ه- مباشرة، وآخر بإحداث وظائف لوزارة التجارة والصناعة لدعم جهودها في ملاحقة المتلاعبين بالأسعار والتشهير بهم.
ويخطئ من يظن أن هذه القرارات قد أتت كإفراز لما يشهده العالم العربي من تغيرات متسارعة هذه الأيام، بل إن منهج سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - كان يتمثل دائمًا وأبدًا في تقديم العون والدعم والرعاية لكافة أبنائه في كل بقعة وكل شبر من مملكتنا الغالية، ولا غرو في ذلك فهو - أيده الله - دائماً يحمل هم الوطن والمواطن حتى في أصعب الظروف التي مر بها خلال فترة تلقيه العلاج في الخارج، حيث كان يسأل وبصفة مستمرة عن أحوال الوطن والمواطن. فقد انطلق - حفظه الله - يعبِّئ كل طاقات وقدرات الوطن وإمكانياته من أجل استثمارها أفضل استثمار خدمةً للأجيال القادمة وإعلاءً لبنيان النهضة والعمران في كل مكان.
إنه لا يوجد بلد في العالم عليه من المسؤوليات وله من الاحترام والتقدير والمحبة لدى الشعوب المؤمنة ما لهذا البلد؛ لما توافر له من خصائص ومميزات، وما استقام فيه من عدل واطمئنان، بفضل التطبيق الشامل لأحكام الشرع، والامتثال لأوامر الله، واجتناب نواهيه. وإذا كان الأمر كذلك، فهل يستغرب أن يكون الإسلام هو المصدر الوحيد الذي تستمد منه هذه الدولة الشرعية، ويصبح مصدر قوتها، وتمسك شعبها، ومبعث الخير العميم الذي يتفجر في أنحاء أرضها؟
فالمحافظة على القيم الإسلامية، وتطبيق شريعة الله وترسيخها ونشرها، والدفاع عن الدين والوطن، والمحافظة على الأمن والاستقرار الاجتماعي للبلاد كلها دعامة التنمية في المملكة ومنبع الاستقرار فيها.
حفظ الله بلادنا من كل سوء، وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن، وحفظ لنا أمننا واستقرارنا وقيادتنا الراشدة، والحمد لله رب العالمين.
أستاذة الأحياء والعلوم الطبيعية بوزارة التربية والتعليم