مطالبة صاحب العمل
بينما كنت أسير في طريق سفري إلى إحدى المدن وكنت سائق حافلة صغيرة ومعي عدة أشخاص فجأة ظهر أمامي جمل فاصطدمت به وكان من أثر الحادث أن توفي بعض من معي، حيث إني أمشي بالسرعة المعتادة والقانونية وحيث إن الرؤية في الليل ليست مثلها في النهار، فهل عليِّ شيء في ذلك؟ وهل لنا الحق بمطالبة صاحب الجمل الذي تسبب بإهماله في وفاة الأشخاص الذين كانوا معي؟ وما معنى (الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ)؟
- عليك دية من مات معك والكفارة لكل واحد صيام شهرين متتابعين؛ لأن الكفارة بالعتق غير مقدور عليها، ولك مطالبة صاحب الجمل لإهماله إياه وتركه حتى صار سبباً في الحادث، والعجماء البهيمة التي لا تتكلم جرحها جبار أي هدر لا ضمان فيه إذا لم يكن إهمال من قبل صاحبه فإن أهمله صاحبه ضمن وإلا فلا، وقد جاء في السنن مرفوعاً (أَنَّ حِفْظَ الْحَوَائِطِ بِالنَّهَارِ عَلَى أَهْلِهَا وَأَنَّ حِفْظَ الْمَاشِيَةِ بِاللَّيْلِ عَلَى أَهْلِهَا وَأَنَّ عَلَى أَهْلِ الْمَاشِيَةِ مَا أَصَابَتْ مَاشِيَتُهُمْ بِاللَّيْلِ)، والله أعلم.
* * *
الحكم بمجرد الظاهر
فقد حصل نقاش بين بعض طلبة العلم حول مفهوم مصطلح الالتزام الذي انتشر بين أوساط المجتمع، والتمييز بين أفراده بأن هذا ملتزم وهذا غير ملتزم، وما يترتب عن هذا من تفريعات، هل لهذا المصطلح أصل في شريعتنا؟ وما ضابطه وحدوده؟ وما الحد الفاصل بين الالتزام وغيره؟ وهل يصح الحكم على الأشخاص بمجرد الظاهر بأن هذا ملتزم أو غير ملتزم وهل نقول: إن غير الملتزم هو الفاسق أو المنافق؟
- الأصل أن كل مسلم ومسلمة ملتزم بالتكاليف الشرعية من فعل الواجبات وترك المحرمات فإن التزم بما أُلزم به وكلف به فهو ملتزم وهو المتقي لله عزَّ وجلَّ الذي جعل بينه وبين عذاب الله وقاية يفعل الواجبات ويترك المحرمات، أما من لم يلتزم بما ذكر وهو الفاسق إن كان ما يفعله من محرمات ويتركه من واجبات لا يصلي إلى حد الكفر فهو الفاسق في الإصلاح الشرعي وإن خرج بفعله أو تركه عن دائرة الإسلام فالأمر أعظم، والحكم على الناس بمجرد الظاهر والسرائر والنوايا لا يعلمها إلا علام الغيوب فالناس مكلفون بالحكم على الظاهر.
* * *
لا يجوز الذهاب للسحرة
توجد فتاة تعانى من السحر منذ أكثر من عشر سنوات، فما حكم الاستعانة باللجان لغرض العلاج لمثل هذه الحالات، علماً أن المعالج لا يتقاضى ثمنًا مقابل العلاج، كما أنه لا يتعدى قراءة القرآن وآيات الرقية أثناء الجلسة؟
- حل مثل هذا السحر بالرقية الشرعية ولا يجوز بحال الذهاب إلى السحرة لحل السحر ولو حصل الضرر البالغ من السحر وأما مجرد الاستعانة بمسلمي الجن فيما يقدرون عليه دون أن يقدم لهم شيء مما لا يجوز صرفه إلا لله، فقد اختلف فيه العلماء والأولى عندي تركه سداً لذريعة الشرك وخشية من الاستدراج في هذا الباب لئلا يجر الأمر إلى أمر لا تحمد عقباه.
* * *
الريش كله طاهر
هل جلد السباع وريش الطيور ذات المخالب نجس؟ وهل إذا تبللت بالماء ثم لمسها الإنسان تنجس بذلك؟
- جلود السباع إذا دبغت طهرت لحديث (إِذَا دُبِغَ الْإِهَابُ فَقَدْ طَهُرَ) لكن لا يجوز اتخاذها ولا استعمالها للنهي عن ذلك والريش كله طاهر ولا ينجس لامسه ولو كان رطباً.
* * *
هذه المسألة لا تحتاج إلى نية
صليت العشاء بوضوء المغرب بدون نية، فما حكم الصلاة بوضوء المغرب للعشاء؟
- ما تحتاج إلى نية، هذه المسألة لا تحتاج إلى نية ما دام الوضوء حكمه قائم - معناه أنه لم ينتقض - فافعل به ما شئت مما تشترط له الطهارة.
* * *
الجماعة للرجال وليست للنساء
ما حكم صلاة الجماعة للنساء بالمدارس؟
- أولاً النساء ليس عليهن جماعة. لكن إذا رأى مجموعة من النساء كون صلاتهن جماعة مجتمعات احفظ لصلاتهن وبعضهن ما يتقن الصلاة أو يستعدل في صلاة فرؤوا من المصلحة أن يصلوا جماعة لتُؤدى الصلاة على أكمل وجهه، هذا له وجه، لكن الجماعة للرجال وليست للنساء وقد تجبر البنات على الصلاة وهي على عذر يحرم أن تصلي وهي معذورة وعليها العذر. عذر حيض لا تصح من الصلاة لتحرم عليها.
* * *
استوا اعتدلوا
هل المصلي على الكرسي يجعل أرجل الكرسي مساوية لأرجل المصلين أم يجعل الأرجل الخلفية مساوية لأرجل المصلين الأمامية أو الخلفية؟
- هو في حال قيام غيره في الصلاة يكون جالساً، فينبغي أن يكون محاذياً لهم وقت جلوسه ينبغي أن يكون محاذياً للناس لا متقدماً عليهم ولا متأخراً عليهم في وقت الجلوس والتسوية إنما هي في حال القيام التسوية بين الناس (استوا اعتدلوا) إنما المقصود بها في حال القيام، أما في حال السجود والجلوس قد يكون بعض الناس أطول من بعض يعني لو قدرنا أنه في حال التشهد بعضهم طالع وبعضهم داخل، لا يُقال أدخل الطالع، وأطلع الداخل؛ لأن هذا أطول من هذا؟ هل العبرة بالرُّكب؟ العبرة بالأرجل، والأرجل إنما اعتبرت لأنها هي التي تسوّي الناس على القيام فيكون محاذياً لهم وقت قيامهم، كونه يتقدم على الكرسي إذ سجد أمره سهل إن شاء الله.
عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وعضو هيئة كبار العلماء