ألا ليت شِعْري، وحين أقول أجد من يُصغي.
أذْكُرُهُ دائماً، وتَذَكَّرتُه بعد وفاته بخمسة أعوام (24-03-2006م).. لأدوِّن هذه الكلمات تأبيناً له، وأحسب أنني لن أوفيه حقه.
ذلك الرجل المميز في سلوكه وشرف منهجه.. عفيف اليد.. نقي الروح.. طاهر البدن..
هو فضيلة الشيخ: عثمان بن ناصر الصالح.. الوالد المربي.
واجه المعاناة أثناء طفولته وشبابه.. ثم صارت له صولات وجولات، وكانت له تجربة لها طابعها وما يُحيط بها من ظروف.. مرَّ بها مرور الكرام بشخصيته وروحه وعقله التي كانت تأشيرة العبور.. متجاوزاً حدود ونقاط تفتيش.. تحرسه عناية الإله.
عرفت عنه:
صمتاً وقلة حديث.. مستمعاً ومصغياً لمتحدث.. مجيداً إذا نطق.. يتمتع بصبر وهدوء.. مطمئناً ولو كان جوفه يشتعل من الهموم.. لا يشكو حاله ولا متاعب حياته، ولا يحكي عن مرضه إلا لطبيبه.
له مساع في سبيل الخير، وتَحَمُّل لمساعدة الآخرين، وتواصل مع الجميع.. لا يتعب جسدياً ولا يضجر نفسياً طالما هو في عمل الخير.. محتمل لأذى، وصابر على سقطات المنافسين وذوي القربى.
يقول حكيم وكأني به يرثيه وبلسان حاله يعنيه:
(سَمِعْتَ شقشقة الأطيار، وغناء الجواري الحسان.. فما طَربْتَ بشيء منها كَطَرَبِكَ لنغمة شاكر أوليته معروفاً أو سعيت له في حاجة).
لم تتغنَّ بأفعالك، ولم تذكر أحداً بسوء، ولم ترَ إلا الجوانب المضيئة في الناس، وتمقت رذيلة البحث عن عيوب الآخرين.. وحكمتك في الحياة:
إن تجد عيباً فسُدَّ الخللا
جَلَّ من لا عيب فيه وعلا
عليك رحمة الله، وأسكنك فسيح جناته.
عبدالله بن عبدالمحسن الماضي