حسناً يا مَلِك. لن أدعوك «ملك القلوب» ولا «ملك الإنسانية». سأدعوك باللقب المفضل لديك: «أبا متعب»، هناك من ينصِّب نفسه وصيَّاً على أبنائك وبناتك. هناك من يقول في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية:
- لن أصرف راتب شهرين، لأن في ذلك ضرراً على الميزانية.
تخيل يا «أبا متعب»، أن هناك مَن يزايد عليك. مَنْ يظن أنه أكثر حرصاً على الميزانية منك!! وأولئك يعرفون أن الميزانية هي الميزانية، سواءً كانت ميزانية مصلحة معاشات التقاعد، أو ميزانية المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية!!
مواطن يدفع كل شهر للتأمينات، مثلما يدفع مواطن مصلحة معاشات التقاعد، ثم ما بين عشية وضحاها، يصبح هذا المواطن، خارج المعادلة. ومَنْ الذي يخرجه: موظف التأمينات الذي حصل على راتبي الشهرين!!! أليس هذا عدم المعاملة بالعدل بين المواطنين؟! أليس هؤلاء الموظفون، بفعلهم هذا (كما أشرت في زاويتي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، تحت عنوان التفلسف على الأوامر، وأعداء الأوامر)، سيضعونك في موقف محرج، وكأنك تميِّز بين أبنائك وبناتك؟!
إن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وغيرها من المؤسسات العامة، والقطاعات الأهلية التي تعيش على دعم الحكومة، يجب أن تعي أننا لم نعد أولئك الناس الذين يُقال لهم:
- لا تستحقون،
فنقول:
- سَمْ طال عمركم.
لا. لا «سَمْ» بعد اليوم، فالملك قال: كلكم سواء في الحق، وفي المطالبة بالحق وهو من سيحمي مواطنيه.