سمعت من يتساءل - أين نصيب القطاع الخاص من الأوامر الملكية - فرأيت أن أكتب مدى استفادة القطاع الخاص من هذا الخير الذي هلّ علينا بحمد الله وشكره..

أولا: لقد غيرت الأوامر الملكية تلك النظرة التشاؤمية التي عانينا منها الكثير في أسواقنا بين صفوف المواطنين والمستثمرين على حد سواء و لا يخفى على المطلع ما لتلك النظرة السلبية للسوق التجاري من أثر تجعل الكل يتخوف من التوسع والانطلاق نحو الأفق وبالتالي تؤثر سلبا على القطاع الخاص حيث إن الناس يلجؤون عند قلة الدخل إلى الادخار وتقليل المشتريات مما يعود بالركود على الأسواق و يدفع المستثمرين إلى تقليص أعمالهم لمواكبة التراجع في الطلب.

وبناءً عليه فإن جُل ما سيتم صرفه من رواتب ومكافآت ومشاريع ستضخ بالأسواق وستحرك عجلة القطاع الخاص الذي يقوم على توفير الأدوات والخدمات اللازمة لتحقيق رغبات المستفيدين وتحقيق تطلعاتهم للعيش عيشةً رغيدة.

ثانيا: جميع المشاريع التي ستنشأ ستؤدي إلى زيادة الطلب على المواد والعمالة في القطاع الخاص والتي ستشارك بشكل مباشر في تنفيذ النهضة القادمة وبناء الوطن لذا فإن السوق سيتجاوب بشكلٍ تلقائي لمواكبة تلك الزيادة في الطلب مما سيخلق فرص عمل داخل القطاع الخاص وسيحقق توسعاً ملحوظاً في المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

رابعا: تخفيض الإيجارات على العاملين بالقطاع الخاص بطريقه غير مباشرة وذلك عند بناء 500 ألف وحدة سكنية وزيادة المستفيدين من القروض السكنية حيث ستتغير معطيات العرض والطلب في سوق الإيجارات ما سيقلص تكاليف الموظف في القطاع الخاص ويعود على المنشأة بالربحية المضافة.

خامسا: فتح فرص تجارية كبيرة لخدمات تلك المشاريع إذ إن تلك المجمعات والمشاريع الواعدة ستخلق فرصاً للمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تهتم بالخدمات الثانوية كالتموين والتغذية والأجهزة المنزلية وخدمات المحروقات وغيرها، ما سيضاعف فرص القطاع الخاص في التوسع والعطاء.

كما سيظهر ذلك جليا في موقف الشركات في 30 - 6 - 2011 في القوائم المالية للشركات المطروحة بالسوق.. وبعد أقل من 5 سنوات ستتوفر سيولة كبيرة لدى المواطنين الذين شملهم الاستفادة من برامج الإسكان... إذ ما كان يدفعونه للإيجار والذي يمثل من 30 - 40 % من الدخل سيتم ادخاره وسيتحول للقطاع الخاص ولكن بمنتج آخر...

نحتاج جميعا إلى نظرة تفاؤلية كبيرة لتدور عجلة الاقتصاد بشكل عاجل وبالتالي فهي فرصة الشباب الذين يحلمون بتكوين ثروات وإنشاء مشاريع تجارية لاقتناص تلك الطفرة الجديدة لمستقبل مشرق بإذن الله.

وأختم بدعائي الخاص لخادم الحرمين الشريفين على لمساته الأبوية التي شملت كل طبقات وشرائح المجتمع وأحدثت قفزةً تنمويةً هائلة فجزاه الله عن شعبه خير الجزاء وألبسه لباس الصحة والعافية... وبشكر الله تدوم النعم. والحمد لله حمدا كثيرا طيبا.