لا أحد بمعزل عن الكوارث الطبيعية من: زلازل وبراكين وتسونامي وفيضانات وانهيارات أرضية والآن يضاف إليها كتل الغبار والرمال المهاجرة نسأل الله أن يلطف بنا ويحمينا من الكوارث. ومع تزايد وتكرار سحابة الغبار يدور النقاش حول تعطيل الدراسة في مدارسنا، فيرى البعض أن هذا سيؤثر على الانضباط العام في التعليم ويؤدي إلى التراخي وعدم الجدية التي يتطلبها البرنامج التعليمي في المدارس. ورأي آخر يعتبر تعطيل الدراسة إجراء احترازياً ضرورياً لحماية الأطفال في سن قبل الدراسة: الحضانة والروضة والتمهيدي. وحماية طلاب المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، بل وتعتبر الوقاية أحد أهم واجبات الجهة التعليمية لحماية الطلاب من أمراض الجهاز التنفسي.. تعطيل الدراسة في الكوارث الطبيعية وحتى الإجراءات الاحترازية هي من مسؤولية وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة والجهات الاجتماعية وما يتخذ من إجراء تعطيل الدراسة يجب أن يوسع مجاله ليشمل طلاب التعليم العالي الجامعات وأيضاً الموظفين في القطاع العام والخاص. فإن كتل الغبار ليس بالأمر الهين أو العوارض التي يمكن تفاديها وتعطيل الدراسة والعمل لساعات أو ليوم أو أيام هي حماية للمجتمع من أخطار أكبر قد تكلف الدولة والأشخاص والشركات والمؤسسات المليارات في علاج المصابين، كما أنه تعريض الأرواح للخطر والموت بسبب الاختناق والتأثيرات الجانبية على العيون والجهاز الهضمي وكذلك التأثير النفسي على الأطفال وطلاب المدارس عندما يواجهون كومة وسحب الغبار بالمدارس دون أن يكون معهم أهليهم... نحن في مرحلة بيئية مختلفة عما كانت عليه الأرض قبل ربع قرن، ونحن في أوضاع مختلفة في جنوب العراق والكويت بعد حرب الخليج الثانية حيث تحول جنوب العراق إلى مصدر للغبار والرمال المحلية. كذلك نحن مختلفون بيئياً عما كنا عليه في شمال المملكة في الجوف وحائل والقصيم والشرقية والربع الخالي ونجران بسبب الجفاف والرعي الجائر وتحرك قوس الرمال في الجوف النفوذ الكبير ورمال الدهناء ونفوذ المظهور والثويرات وعريق البلدان والجافورة وبحر رمال الربع الخالي، إذاً تعطيل الدراسة في التعليم العام قد لا يكون كافياً، ففي حالات لابد أن يشمل طلاب الجامعات، كما يمكن أن تعطل أغلب الأعمال.