الجزيرة - نورة حمد الشبل
تواصلت فعاليات الجلسة الثانية لندوة الأنظمة الموحدة في دول مجلس التعاون الخليجي التي ينظمها المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال هذه الفترة وتناولت محور «أهمية توحيد الأنظمة في دول مجلس التعاون».
وبدأ الجلسة معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل بالتأكيد على أهمية الأنظمة وضرورتها حيث لا يمكن لأي مجتمع العيش بدون نظام، مع ضرورة أن تقوم هذه الأنظمة على عقيدة ومبدأ ومن المهم الاتفاق عليها فكل أمة تسير خلف ما ينظم شأنها وأمورها.
وأكد معاليه أن توحيد الأنظمة بين دول مجلس التعاون الخليجي عامل مهم لتقوية علاقاتها وتقوية الشراكة بين دول المجلس لاسيما في هذا الوقت الذي تشهد فيه تحديات كبيرة.
من جانبٍ آخر تطرق معاليه لخصوصية النظام السعودي، الذي يرى أنه استمرار للدولة الإسلامية وخصوصيته تتلخص في عدة نقاط هي الانطلاق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقيام هذا النظام على أساس من العدل المأخوذ من مصادره كما أكد على ذلك المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في أكثر من مناسبة، كما أن من خصوصية هذا النظام أنه يقوم على مكارم الأخلاق. بعد ذلك تحدث وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش وقال إن مجلس التعاون الخليجي عبارة عن تنظيم تعاوني إقليمي بين عدد معين من دول الخليج العربية في مواجهة التحديات التي فرضتها الظروف المحيطة بالمنطقة.
وبين الدريويش أن من أهداف المجلس تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات، وكذلك وضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين، بالإضافة إلى دفع عجلة التقدم العلمي والتقني.
كما أشار إلى أن توحيد الأنظمة له آثار على دول المجلس ومنها حصول الاستقرار السياسي، وتحقيق التكامل الاقتصادي، وتحقيق الأمن بمفهومه الشامل، بالإضافة إلى التطوير الشامل للتعليم والبحث العلمي.
بعد ذلك تحدث الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرزاق الطبطبائي من جامعة الكويت عن أهمية توحيد الأنظمة في دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة ما يراد بهذه الدول الإسلامية من سوء، وأشار إلى أن توحيد الأنظمة ليس ترفا بل هو حاجة ملحة يتحقق من خلاله المبدأ من خلال تحقيق العدالة والرفاهية بما يتفق مع الشريعة الإسلامية.
وأكد أن توحيد الأنظمة يساعد في محاربة الجرائم ومنها الإلكترونية، ويساعد على تبادل الخبرات المفيدة، مؤكدا على توحيد الإجراءات القضائية لتحقيق المصلحة الخليجية، وداعياً إلى ضرورة العمل لتجنب الفراغ القانوني.
وأوصى الطبطبائي بأهمية إنشاء مرصد خليجي قانوني لمتابعة القضايا العالمية والمحلية، وللاستفادة من الخبرات وإنشاء فريق عمل دائم، وأكد في توصياته على دور المؤسسات التعليمية في تبادل الخبرات والأبحاث العلمية في هذا المجال.
وعقب عضوا هيئة التدريس بالجامعة الأستاذ الدكتور بندر بن فهد السويلم، والدكتور عبدالعزيز بن سليمان الغسلان حول أهمية توحيد الأنظمة، مؤكدين على أن مصطلح توحيد الأنظمة لا يعني أن يكون مطابقاً وإنما يعني تطبيق النظام الموحد في المجالات المتشابهة، مؤكدين أن الأنظمة في دول مجلس التعاون جميعها مستمدة من الكتاب والسنة النبوية وهذا من الأسباب التي تعينها على توحيد أنظمتها.
يذكر أن الجلسة ترأسها معالي رئيس ديوان المظالم الشيخ إبراهيم بن شايع الحقيل.