يخطئ من يعتقد أن الطامعين في خيرات أهل الخليج العربي يفرقون في عدائهم وحقدهم بين قطر وآخر، إذ الصحيح أن هناك أولويات، وثغرات وفرص تقتنص تحقيق وتنفيذ ما وُضع من مخططات، أعدت لها أدواتها وهيئ لها أشخاصها الذين يتواصلون من قيادات في المركز، وأخرى في ميادين العمل. خبراء العلوم السياسية والاستخبارية يصفون هذه المراكز بالقوة النائمة أو الخلايا النائمة، وهي التي أُنشئت من عناصر محلية مقيمة وحتى من أبناء الوطن الذين تم غسل أدمغتهم وجرى تدريبهم للقيام بالمهام التي يراد تنفيذها وتؤدي إلى تحقيق الأهداف التي تسعى القوى الطامعة إلى جعلها أمراً واقعاً.
في مملكة البحرين استدعيت القوة النائمة وورطت معها العديد من الأبرياء الذين وإن كانوا يسعون إلى المطالبة بتحسين أوضاع تُعدُّ مشروعة إن تمت ضمن ما درج عليه أهل البحرين من تحاور وتجادل حسن، إلا أن مخطط الفتنة كان جاهزاً، والعناصر معدة وأدوات التنفيذ تلقت التوقيت من المركز لتشغيل الاضطرابات وتحولها إلى مواجهات دموية لتصعيد غضب المحتجين الذين لا يمكن أن يتجاهلوا سقوط ضحايا سقطوا إثر نجاح مخطط التوريط، وهنا يظهر دور القوة النائمة في الفروع، حيث التزم كل بما أوكل إليه من مهام تحريضية في دول الجوار العربي مع التركيز على أقرب دولتين خليجيتين لمملكة البحرين بهدف إعدادهما للمرحلة القادمة من تجييش وتحريض. وإن فشل المخطط في دولة إلا أنه حقق اختراقاً في دول أخرى وبالذات في لبنان والعراق -وللأسف الشديد- في دولة عضو في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
jazping: 9999