كشفت الهيئة العامة للغذاء والدواء أن نحو 73% من السعوديين لا يبلَّغون عن المنتجات المغشوشة أو الأغذية التي انتهت فترة صلاحيتها، فيما لا تزيد نسبة الذين يحرصون على البلاغ عنها 17%.وذكرت الهيئة بأنها طرحت على موقعها الإلكتروني استطلاعاً عن المساهمة في الإبلاغ عن منتج مغشوش أو غذاء انتهت فترة صلاحيته، وقد تفاعل زوار الموقع بشكل كبير مع هذا الاستطلاع.
وبينت أن الاستطلاع كشف بأن الأغلبية اختار إجابة (لا) بنسبة 73.05% وبعدد 721 صوتاً من 986 شخصاً شاركوا في الاستطلاع، وهو ما يعني أن نحو 73% لا يحرصون على الإبلاغ عن المنتجات المغشوشة والأغذية الفاسدة. وأشارت إلى أن الذين يحرصون على الإبلاغ بلغت نسبتهم 16.90% وبعدد 165 صوتاً، أما الاختيار الأخير (متردد) فقد بلغت نسبة المصوتين له 10.05% وبعدد 100 صوت.
ولست أعلم هل تساءلت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن سبب عزوف السعوديين عن التبليغ أم أنها احتفظت بالنتائج وحمدت الله على العافية ؟! ربما لأن التبليغ سيكلفهم زيادة في عدد الموظفين وتكاليف أخرى قد تكون في غنى عنها.
وأود أن(أتلقف) باسم السعوديين وأخبرهم لِم لا يبلِّغ المواطنون وغيرهم عن السلع المغشوشة والمنتهية صلاحيتها؟ لأنهم ببساطة محبطون من التبليغات ونتائجها! ولازالوا يجهلون الجهات المختصة في التبليغ ولا يعرفون أرقام الهواتف المخصصة لذلك. فهل التبليغ يوجه لهيئة الغذاء والدواء أم وزارة التجارة أم البلديات أم يشكون لبعضهم ويحتسبون على الله ثم يلوذون بالصمت والصبر ؟! فضلا عن انعدام الثقة بهم، إضافة إلى توجسهم من دخول الواسطات والمحسوبيات والاستثناءات والتنصلات. برغم الأضرار الصحية المترتبة على عدم التبليغ والمخاطر التي تحف بسلامة المستهلك وصحته وقد تصل لسمعة المتجر. والكثير منا يكتفي عادة بإعادة المنتج للسوق المباعة عنده إن كان لدينا فاتورة وقليلا ما تحصل، أو يلقي به في أقرب برميل نفايات ويطلب من الله التعويض! ونعود نلوذ بالصبر وقلة الحيلة!
والواقع أن المستهلك بحاجة إلى جرعات مكثفة من الوعي والثقافة والشجاعة وعدم التردد في مجال التبليغ عموما، وبالأخص ماله مساس بالصحة، فلا بد أن يكون واعيا لكل منتج مغشوش أو فاسد لا يتناسب مع صحته أو انتهت صلاحيته للاستخدام الآدمي أو الحيواني،كما يلزمه أن لا يكون ضحية للخوف مرتديا ثقافته الهزيلة كإطلاق مصطلح قطع أرزاق التجار أو سيطرة مفاهيم موغلة في الجهل. كما أن عليه إدراك أن ذلك يدخل في مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه. و أن يكون شجاعا وصبورا يتابع سير قضيته العادلة مهما طال الزمن، لأن ذلك من شأنه أن يزرع الخوف في نفوس التجار الفاسدين الغشاشين، ويرغم باقي التجار لضرب ألف حساب للمستهلك الواعي الشجاع الصامد فضلا عما تشيعه هذه الروح الجماعية من مكافحة الغش والتدليس.
فقط نريد شجاعة في التبليغ،وصمودا في المتابعة، وعدم الرضوخ للتنازلات والمغريات؛ ليبقى مجتمعنا متماسكا متعاونا!
www.rogaia.net