كانسيابِهِ الماءُ في وداعته..
صوتُ قمرية ضلت, فنزلت بفنائها
تبكي..
***
أجل,
حتى الطائر الغريب يبكي
كذا حتى الآيبُ, والذاهبُ
الوحيد يبكي
***
غناء العصافير
ليس في كل نبضاته محض فرح
***
تفكرت في العاصفة
لم تكن محض ذرات,
وعوالق أجواء, وحزمة مكونات
كانت أمامي كيانا يتحرك.
له أفواه كثيرة,
وأصواته عديدة,
ولغته مشكلة من كل اللغات..
يقرأها كل لسان..
تفهمها كل الناس..
هي ليست مغتربة, ولا مجهولة..
لكنها ذات كف كبيرة..
لها أصابع كثيرة..
تمسك بمطارق كثيرة..
رسولة فكرة..
مدار حكمة..
تتكلم, ولا تتكلم..
تترك أوراقها وتمضي..
***
الشوارع المتقاربة يفضي واحدها للآخر..
والجار الذي يحمل رغيف الخبز لجاره, حين تتوهج الأفران بمقتضياتها..
والطفل يركض خائفا من صوت كلب مارق عن بعد, إلى صدرِ عابرِ الشارعِ, لأنه صديق أبيه, جاره ورفيقه,..
تلك الشوارع مذ اعتلت الأسوار, واتسعت الطرق,..
نزلت الغربةُ فأصبحت:
الساكنَ وجهَ الطرقاتِ, المقتنيةَ ألفةَ النفوسِ...
كثرت الكلابُ الضالة,..
لكنها ذات أشكالٍ,
تغيرت كما تغير الزمنُ بأناسه.
من الزوَّادة...