صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ملفاً مصوراً بمناسبة ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم» الذي ينظمه المجمع خلال المدة من: (22-28-5-1432هـ الموافق 26-4-2-5-2011م) تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
وقد بلغت عدد صفحات الملف (104) صفحات من الحجم الكبير، تضمنت بدايته نبذه مختصرة عن المجمع، ونماذج من المصاحف القديمة، ونماذج من المصاحف الصادرة عن المجمع، ونماذج من أنواع الخطوط العربية، ونماذج من الزخرفة، وصور من أدوات الكتابة، ومشق بخط الثلث، ونماذج من أنواع الخطوط الحاسوبية للمجمع، وأيضاً الأنشطة المصاحبة للملتقى.
وجاء في مقدمة الملف أن المجمع صرح شامخ، وإيجاز، تحقق للمسلمين في أرجاء الأرض، تتجلى من خلال ثماره اليانعة أروع مظاهر العناية بكتاب الله - عز جل - ومن يستذكر الأيام التي سبقت إنشاء المجمع، وكثرة الطبعات التي لم تحظ بالعناية المرجوة لكتاب الله، من التدقيق والضبط وحسن الطباعة، وجودة الإخراج، يدرك أهمية الدافع الذي دفع السؤولين في هذه البلاد المباركة إلى التفكير الجاد في تجهيز منشاة متخصصة مدعومة بأرقى الإمكانات العلمية والفنية للنهوض في الوفاء بهذه الثغرة، وقد وقع الاختيار على مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم لتكون مقراً لهذه المنشاة. حيث اكتمل بناؤها، في السادس من صفر عام 1405هـ وأصبحت تجهيزاته التقنية مهيأة لأكبر مطبعة حديثة في العالم لطباعة المصحف الشريف.
وقد وضع المجمع على عاتقه طباعة القرآن الكريم بالروايات المتواترة وفق أسلوب يتميز بالدقة من مرحلة كتابته من قبل خطاط المجمع الدكتور عثمان طه، إلى مرحلة مراجعته مراجعة علمية دقيقة، تشمل كل حرف، وكل كلمة فيه، وتنهض بهذه المراجعة (اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة المنورة النبوية)، وتتفرع عن هذه اللجنة لجنة الإشراف على المصاحف المرتلة (التسجيلات الصوتية) وقد أشرفت على تسجيل طائفة من التسجيلات لمشاهير القراء، ثم يتسلم العمل بعد ذلك إدارة مراقبة الإنتاج التي تضم الأقسام التالية: (مراقبة النص، والمراقبة النوعية للإنتاج، والمراقبة النهائية للإنتاج)، وتتعاون هذه الأقسام على المحافظة على سلامة النص القرآني، وضمان حسن الإخراج الطباعي، ويستخدم المجمع في مراحل التحضير والطباعة والتجليد أفضل المواد ذات الصفات العالمية، كما يستخدم برامج الحاسب الآلي في جميع مراحله.
وفي المجمع (إدارة الشؤون العلمية) التي تضم لفيفاً من الباحثين وأساتذة الجامعات، وتعنى بتحقيق التراث الإسلامي المتصل بعلوم القرآن، وتأليف الكتب العلمية الموثقة، صدر عن هذه الإدارة مجموعة من المصنفات القيمة، كما أسهمت هذه الإدارة في تنظيم خمس ندوات علمية قدم فيها بحوث محكمة أعدها نخبة من المتخصصين جاؤوا من أرجاء العالم، ونتج عن هذه اللقاءات العلمية عدد من التوصيات المفيدة، ويتبع هذه الإدارة مركزين متخصصين هما: مركز الدراسات القرآنية، ومركز الترجمات الذي أنجز ترجمة معاني القرآن الكريم إلى أكثر من خمسين لغة، وتخضع كل ترجمة منها لضوابط دقيقة تتصل بسلامة اللغة، والمعنى.
ويعد موقع المجمع على الشبكة العالمية (الإنترنت) من المواقع الإسلامية الرائدة، وقد روعي في اختيار مواد الموقع صحة المعلومة، وتوثيقها، وتدقيقها، ومراجعتها.. ويصدر المجمع (مجلة البحوث والدراسات القرآنية) وهي مجلة محكمة تأتي انطلاقاً من رغبة المجمع في خدمة المهتمين بالعلوم الإسلامية عموماً، والدراسات القرآنية خصوصاً، وقد صدر عن المجمع سبعة أعداد يعد كل عدد منها مرجعاً أصيلاً لطلبة العلم والباحثين، وقد لاقت هذه المجلة ترحيباً كبيراً منهم، ويمضي المجمع قدماً في أداء رسالته بدعم متواصل من لدن ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله، وإشراف مباشر من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ المشرف العام على المجمع.